مسألة [
تجرد المشترك من القرينة ]
المشترك إما أن يتجرد عن القرينة فمجمل يتوقف على المرجح إن منعنا حمل المشترك على معنييه ، وكذا إن قرن به ما يوجب اعتبار الكل وكانت معانيه متنافية فإن لم تكن متنافية ، فقال بعضهم : يقع التعارض بين القرينة وبين الدلالة المانعة من إعمال المشترك في مفهوماته ، فيصار إلى الترجيح وهو خطأ ، لأن الدلالة المانعة قاطعة لا تحتمل المعارضة ، ولئن قلت : فلا معارضة هنا ، فيجب حمله عليهما . قاله
الإمام في " المحصول " مع أنه لا يعمل المشترك في معنييه ، وقد يمثل لهذه المسألة بقوله تعالى : {
لا تقربوا الصلاة } فإنه يحتمل إرادة نفس الصلاة ومواضعها ، وقوله : {
حتى تعلموا ما تقولون } قرينة لإرادة الصلاة ، وقوله : {
إلا عابري سبيل } قرينة لإرادة
[ ص: 383 ] مواضعها ، ويسميه أهل البديع الاستخدام .