مسألة [ المجاز قد يكون بالأصالة أو التبعية ]
المجاز الواقع في الكلام قد يكون بالأصالة ، وقد يكون بالتبعية ، والأول لا يدخل في أربعة أشياء :
[ ص: 97 ] الحروف ] أحدها : الحرف ; لأن مفهومه غير مستقل بنفسه ، قال
الإمام فإن ضم إلى ما ينبغي ضمه إليه كان حقيقة ، وإلا فهو مجاز في التركيب لا في المفرد ، وخالفه
النقشواني مدعيا أن الحروف لها مسمى في الجملة ، وقد استعمل في موضوعه فيكون حقيقة سواء كان الاستعمال عند ضمه إلى غيره أو عند عدم الضم ، فإذا استعمل في غير موضوعه لعلاقة كان مجازا من غير تفاوت ، ومثاله قوله تعالى : {
ولأصلبنكم في جذوع النخل } فإن الصلب مستعمل في موضوعه الأصلي ، وكذلك جذوع النخل ، ولم يقع المجاز إلا في حرف " في " فإنها للظرفية في الأصل ، وقد استعملت هنا لغير الظرفية قال : لو لم يدخل المجاز في الحرف بالذات لما دخلت فيه الحقيقة ، وأطال في ذلك ، وكذلك أطلق
الشيخ عز الدين في كتاب " المجاز " دخوله في الحروف . ومذهب نحاة
الكوفة أنه يجوز نيابة بعض الحروف عن بعض ، وخالفهم
البصريون ، وجعلوا ذلك على طريق التضمين ، وهو لا يخرج عن المجاز .