[
الأفعال والمشتقات ] الثاني : الأفعال والمشتقات ; لأنهما يتبعان أصولهما وأصل كل منهما المصدر ، فإن كانا حقيقة كانا كذلك ، وإلا فلا ، قاله
الإمام ، وناقشه
النقشواني أيضا .
[ ص: 98 ] فقال : قولكم هنا : لا يدخل المجاز في الفعل إلا بواسطة دخوله في المصدر يناقض قولكم : استعمال المشتق بعد زوال المشتق منه مجاز . وقال
الأصفهاني : كون المجاز لا يدخل في الفعل إلا بواسطة دخوله في المصدر مفرع على قولنا : الفعل مشتق من المصدر . قال : وقد يدخل المجاز في الأفعال فإن الماضي يستعمل في المستقبل ، كقوله تعالى : {
أتى أمر الله } وعكسه نحو إن قام عمرو ، وهذا مجاز في الماضي مع عدم دخوله في المصدر .
قلت : وكذا استعمال ظن بمعنى تيقن في قوله تعالى : {
إني ظننت أني ملاق حسابيه } وعلم بمعنى ظن في قوله : {
فإن علمتموهن مؤمنات } ومن مثله قول
لأبي الطيب .
إن الكريم إذا أقام ببلدة سال النضار بها وسال الماء
وقال
الواحدي : أي سال الذهب إلى أن ملأ البطاح والبراري والأودية إلى أن ملأ الأنهر فمنع الماء من أن يستقر . وينبني على تصور المجاز في الأفعال أنا لو جمعنا اسمين بفعل نحو ضرب زيد وعمرو ، هل يجوز مع إرادة " يضرب " الإيلام والسفر أم لا ؟