كيف : إن وقع بعدها مفرد كانت في موضع الخبر ، نحو كيف زيد ؟ فإن وقع بعدها جملة اختلف في إعرابها ، فذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه إلى أنها في موضع نصب على الظرف ; لأنها في تقدير الظرف ، ولذلك يقدر ب على أي حال فإن قلت : كيف زيد قائم ؟ فتقديره عنده على أي حال زيد قائم ؟ ومذهب
الأخفش nindex.php?page=showalam&ids=14551والسيرافي nindex.php?page=showalam&ids=13042وابن جني أنها في موضع نصب على الحال . وضعفه
ابن عصفور بأن الحال خبر و " كيف " استفهام ، فلا يصح وقوعها خبرا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12779ابن الصائغ : وهو غلط فاحش فليس معنى قولهم في الحال : أنها خبر قسيم الإنشاء ، وإنما المراد خبر المبتدأ . وقال
ابن مالك : لم يقل أحد أن " كيف " ظرف ; إذ ليست زمانا ولا مكانا ، ولكنها لما كانت تفسر بقولك : على أي حال ؟ لكونها سؤالا عن الأحوال سميت ظرفا ، ولأنها في تأويل الجار والمجرور ، واسم الظرف يطلق عليها مجازا ، ثم هي للاستفهام أي : للسؤال عن الحال خاصة ، وهل يلحظ فيها معنى الأصل ; لأن الحال يستدعي وجود ذلك ؟ ولهذا قيل :
يقول خليلي كيف صبرك بعدنا فقلت وهل صبر فيسأل عن كيف
ومن ثم اختلف أصحابنا فيما لو
قال : أنت طالق كيف شئت .
أنها
[ ص: 218 ] تطلق [ إن ] شاءت أم لا تطلق حتى تشاء ؟ على وجهين . قال
البغوي : وكذا الحكم فيما لو
قال : أنت طالق على أي وجه شئت .
قلت : وهذا منه تفريع على أنها في موضع النصب على الظرف ; لأنه سوى بين هذا وبين " كيف " . قيل : إنها في الأصل بمنزلة أي الاستفهامية ، ولهذا يفسرون كيف شئت بأي حالة شئت ، فاستعيرت لأي الموصولة بجامع الإبهام على معنى أنت طالق بأي كيفية شئتها من الكيفيات ، وذكر بعضهم أنه سلب عنها معنى الاستفهام واستعملت اسما للحال ، كما حكى
قطرب : انظر إلى كيف تصنع ؟ أي : إلى حال صنعه ، وعلى هذين الوجهين تكون كيف منصوبة بنزع الخافض . وذكر كثير من النحويين أنها تأتي شرطا بناء على أنها للحال ، والأحوال شروط . ومرادهم الشرط في المعنى لا العمل وهو الجزم فإنه إنما يجزم بها إلا إذا انضمت إليها " ما " نحو كيف تصنع أصنع .