[ ص: 366 ] فصل في
المخصص تعريفه : قد اختلف فيه على قولين ، حكاهما
nindex.php?page=showalam&ids=14960القاضي عبد الوهاب في " الملخص " ،
وابن برهان في " الوجيز " أحدهما : أنه إرادة المتكلم تعريف بعض ما يتناوله الخطاب ، والدليل حظه أن يكشف عن أن العموم مخصوص ، لأن التخصيص وقع به . وهذا ما صححه
ابن برهان ،
وفخر الدين الرازي وغيرهما . والثاني : أنه الدليل على الإرادة . وقال في " المحصول " : المخصص في الحقيقة هو إرادة المتكلم ، لأنها المؤثرة ، وتطلق على الدال على الإرادة مجازا ، وقال
أبو الحسين في " المعتمد " :
العام يصير عندنا خاصا بالأدلة ، ويصير خاصا في نفس الأمر بإرادة المتكلم والحق أن المخصص حقيقة هو المتكلم ، لكن لما كان المتكلم يخصص بالإرادة أسند التخصيص إلى إرادته ، فجعلت الإرادة مخصصة ، ثم جعل ما دل على إرادته وهو الدليل اللفظي أو غيره مخصصا في الاصطلاح ، والمراد هنا إنما هو الدليل ، فنقول : المخصص للعام إما أن يستقل بنفسه فهو المنفصل ، وإما ألا يستقل ، بل يتعلق معناه باللفظ الذي قبله ، فالمتصل .
[ ص: 367 ] أقسامه :
وقسمه الجمهور إلى أربعة : الاستثناء والشرط والصفة ، والغاية . وزاد
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب ،
والقرافي : بدل البعض من الكل ، ونازع
الأصفهاني فيه ، لأنه في نية طرح ما قبله .
وقال
القرافي وقد وجدته بالاستقراء اثني عشر : هذه الخمسة ، وسبعة أخرى ، وهي : الحال ، وظرف الزمان ، وظرف المكان ، والمجرور ، والتمييز ، والمفعول معه ، والمفعول لأجله . فهذه اثنا عشر ليس فيها واحد يستقل بنفسه ، ومتى اتصل بما يستقل بنفسه عموما كان أو غيره صار غير مستقل بنفسه .
ويشهد لما قال في الحال حكاية
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل : أنك إذا قلت : مررت بالقوم خمستهم بالنصب كان المعنى حصر الممرور في خمسة منهم ، فلا يجوز أن يكون الممرور به ستة ، وإذا رفعت الخمسة ، جاز أن يكون الممرور به أكثر .