[ ص: 174 ] فيما يعلم به خطاب الله وخطاب رسوله ] ذكره
أبو نصر بن القشيري في أصوله فيما يعلم به خطاب الله وخطاب رسوله . قال
القاضي : خطاب الله إذا اتصل بالخلق على وجهين : أحدهما : بلا واسطة
موسى عليه السلام ، والملائكة ، ومن يحملهم الله وحيه ، ولا طريق إلى العلم بكونه كلام الله إلا الاضطرار ، فإذا خاطب الله عبدا خلق له علما ضروريا بأن مخاطبه هو الله تعالى ، وأن الله الذي يسمع كلام الله ، وذلك ; لأن كلام الله يخالف الأجناس فلا يتوصل إلى معرفته بمعرفة اللغات والعبارات ، ولا تدل عليه دلالة عقلية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15024القلانسي وعبد الله بن سعيد ، وغيرهما من سلفنا : إن نفس سماع كلام الله يعقب العلم به لا محالة . قال
القاضي : وهذا مما لا أرتضيه ، وأجوز سماع الله مع الذهول عن كونه كلاما لله . والثاني : مما يتصل بالمخاطب بواسطة ، فهذا مرتب على العلم بصدق الرسول عليه السلام أولا ، ووجوب عصمته عن الخلف ، وإنما يتبين ذلك بالمعجزة . وأما معرفة
خطاب الرسول عليه السلام فينقسم أيضا إلى شفاه [ ص: 175 ] ووجاه ، وإلى ما يبلغ عنه . فأما ما خاطب من عاصره وجاها فمنه نص ، ومنه ظاهر ومجمل ، وكذا ما يبلغ عنه ، والمجمل إنما يتفق في الوعد والوعيد ، وما يتعلق بأحكام الآخرة لا في التكاليف أعني إذا لم يتفق الاستفسار في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .