قال صاحب القبس : قال صالح المعتزلي : رؤيا المنام هي رؤية العين ، وقال آخرون : هي رؤية بعينين في القلب يبصر بهما ، وأذنين في القلب يسمع بهما ، وقالت المعتزلة : هي تخاييل لا حقيقة لها ، ولا دليل فيها ، وجرت المعتزلة على أصولها في تخييلها على العادة في إنكار أصول الشرع في الجن وأحاديثها والملائكة وكلامها ، وأن جبريل عليه السلام لو كلم النبي صلى الله عليه وسلم بصوت لسمعه الحاضرون ، وأما أصحابنا فلهم أقوال ثلاثة قال القاضي : هي خواطر واعتقادات ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13428الأستاذ أبو بكر هي أوهام ، وهو قريب من الأول ، وقال الأستاذ أبو إسحاق : هي إدراك بأجزاء لم تحلها آفة النوم ، فإذا رأى الرائي أنه بالمشرق ، وهو بالمغرب أو نحوه فهي أمثلة جعلها الله - تعالى - دليلا على تلك المعاني كما جعلت الحروف والأصوات والرقوم للكتابة دليلا على المعاني فإذا رأى الله - تعالى - أو النبي صلى الله عليه وسلم فهي أمثلة تضرب له بقدر حاله فإن كان موحدا رآه حسنا أو ملحدا رآه قبيحا ، وهو أحد التأويلين في قوله عليه السلام { nindex.php?page=hadith&LINKID=87641رأيت ربي في أحسن صورة } قال بعض العلماء : قال لي بعض الأمراء : رأيت البارحة النبي صلى الله عليه وسلم في أشد ما يكون من السواد فقلت : له ظلمت الخلق وغيرت الدين قال النبي صلى الله عليه وسلم الظلم ظلمات يوم القيامة فالتغيير فيك لا شك فيه وكان متغيرا علي وعنده كاتبه وصهره وولده فأما الكاتب فمات ، وأما الآخران فتنصرا وأما هو فكان مستندا فجلس على نفسه وجعل يتعذر ، وكان آخر كلامه وددت أن أكون حميا لنخلات أعيش بها بالثغر قلت له : وما ينفعك أنا أقبل أنا عذرك وخرجت فوالله ما توقفت لي عنده بعد [ ص: 244 ] حاجة
[ ص: 244 ] حاشية ابن حسين المكي المالكي
( المسألة الثانية )
قال صاحب القبس لأصحابنا أهل السنة في رؤيا المنام ثلاثة أقوال فقال القاضي : هي خواطر واعتقادات ، وقال الأستاذ أبو إسحاق هي إدراك بأجزاء لم تحلها آفة النوم فإذا رأى الرائي أنه بالمشرق .
وهو بالمغرب أو نحوه فهي أمثلة جعلها الله - تعالى - دليلا على تلك المعاني كما جعلت الحروف والأصوات والرقوم للكتابة دليلا على المعاني فإذا رأى الله - تعالى - أو النبي صلى الله عليه وسلم فهي أمثلة تضرب له بقدر حاله فإن كان موحدا رآه حسنا أو ملحدا رآه قبيحا ، وهو أحد التأويلين في قوله عليه السلام { nindex.php?page=hadith&LINKID=87641رأيت ربي في أحسن صورة } قال بعض العلماء قال لي بعض الأمراء : رأيت البارحة النبي صلى الله عليه وسلم في أشد ما يكون من السواد فقلت له : ظلمت الخلق وغيرت الدين قال النبي صلى الله عليه وسلم الظلم ظلمات يوم القيامة فالتغيير فيه لا شك فيه وكان متغيرا علي ، وعنده كاتبه وصهره وولده فأما الكاتب فمات ، وأما الآخران فتنصرا ، وأما هو فكان مستندا فجلس على نفسه وجعل يتعذر وكان آخر كلامه وددت أن أكون حميا لنخلات أعيش بها بالثغر قلت له : وما ينفعك أن أقبل أنا عذرك فخرجت فوالله ما توقفت لي عنده بعد حاجة ، وأما المعتزلة فقالوا : هي تخاييل لا حقيقة لها ، ولا دليل فيها وجرت المعتزلة على أصولها في تخييلها على العادة في إنكار أصول الشرع في الجن وأحاديثها والملائكة وكلامها
[ ص: 268 ] وإن جبريل عليه السلام لو كلم النبي صلى الله عليه وسلم بصوت لسمعه الحاضرون وقال nindex.php?page=showalam&ids=16207صالح المعتزلي رؤيا المنام هي رؤية العين ، وقال آخرون هي رؤية بعينين في القلب يبصر بهما وأذنين في القلب يسمع بهما ا هـ بتصرف