قال وأما القبلة في الفم من الرجل للرجل فلا رخصة فيها بوجه قلت : بلغني عن بعض العلماء أنهم كانوا يتحاشون تقبيل أولادهم في أفواههم ويقبلونهم في أعناقهم ورءوسهم محتجين بأن الله - تعالى - حرم الاستمتاع بالمحارم ، والاستمتاع هو أن يجد لذة بالقبلة فمن كان يجد لذة بها امتنع ذلك في حقه ومن كان يستوي عنده الخد والفم والرأس والعنق وجميع الجسد عنده سواء ، وإنما يفعل ذلك على وجه الجبر والحنان فهذا هو المباح ، وأما غير ذلك فلا قلت : وهذا كلام صحيح لا مرية فيه ولقد رأيت [ ص: 255 ] بعض الناس يجد اللذة من تقبيل ولده في خده أو فمه كما يجده كثير من الناس بتقبيل امرأته ويعتقد ذلك برا بولده وليس كذلك بل هو لقضاء أربه ولذته وينشرح لذلك ويفرح قلبه ويجد من اللذة أمرا كبيرا ومن المنكرات أن يعمد الإنسان لأخته الجميلة أو ابنته الجميلة التي يتمنى أن تكون له زوجة مثلها في مثل خدها وثغرها فيقبل خدها أو ثغرها ، وهو يعجبه ذلك ، ويعتقد أن الله - تعالى - إنما حرم عليه قبلة الأجانب ، وليس كذلك بل الاجتماع بذوات المحارم أشد تحريما كالزنا بهن أقبح من الزنا بالأجنبيات ، وما من أحد له طبع سليم ، ويرى جمالا فائقا لا يميل إليه طبعه ، وقد يزعه عقله وشرعه رأيت الناس عندهم مسامحة كثيرة في ذلك ، وقول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رحمه الله : إنه يقبل خد ابنته محمول على ما إذا كان هذا ، وغيره عنده سواء ، أما متى حصل الفرق في النفس صار استمتاعا حراما والإنسان يطالع قلبه ويحكمه في ذلك
وقبل عليه السلام nindex.php?page=showalam&ids=315جعفرا حين قدم من أرض الحبشة قال وأما في الفم الرجل للرجل فلا رخصة فيها بوجه ا هـ وأما القياس الجلي فهو أنه قد ثبت بالتواتر { nindex.php?page=hadith&LINKID=87661تقبيله صلى الله عليه وسلم للحجر الأسود والمحجن } الذي مس به الحجر الأسود فيد ورأس من ترجى بركته أو تقصد مودته لداع أولى بالتقبيل فمن هنا قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رحمه الله تعالى : إذا قدم الرجل من سفره فلا بأس أن تقبله ابنته وأخته ولا بأس أن يقبل خد ابنته ، وكره أن تقبله ختنته ومعتقته ، وإن كانت متجالة ، ولا بأس أن يقبل رأس أبيه ، ولا يقبل خد أبيه [ ص: 281 ] أو عمه ، ولأنه لم يكن من فعل الماضي ا هـ لكن قال الأصل : بلغني عن بعض العلماء أنهم كانوا يتحاشون عن تقبيل أولادهم في أفواههم ويقبلونهم في أعناقهم ورءوسهم محتجين بأن الله - تعالى - حرم الاستمتاع بالمحارم والاستمتاع هو أن يجد لذة بالقبلة فمن كان يجد لذة بالقبلة بها امتنع ذلك في حقه .
ومن كان يستوي عنده الخد والفم والرأس والعنق وجميع الجسد عنده سواء ، وإنما يفعل ذلك على وجه الجبر والحنان فهذا هو المباح ، وأما غير ذلك فلا قال : وهذا كلام صحيح لا مرية فيه ، ولقد رأيت بعض الناس يجد اللذة من تقبيل ولده في خده أو فمه كما يجده كثير من الناس بتقبيل امرأته ويعتقد أن ذلك بر بولده وليس كذلك بل هو لقضاء أربه ولذته وينشرح لذلك ويفرح قلبه ويجد من اللذة أمرا كبيرا .
ومن المنكرات أن يعمد الإنسان لأخته الجميلة أو ابنته الجميلة التي يتمنى أن يكون له زوجة مثلها في مثل خدها وثغرها فيقبل خدها ، أو ثغرها أو هو يعجبه ذلك ويعتقد أن الله - تعالى - إنما حرم عليه قبلة الأجانب ، وليس كذلك بل الاستمتاع بذوات المحارم أشد تحريما كما أن الزنى بهن أقبح من الزنا بالأجنبيات ، وما من أحد له طبع سليم ويرى جمالا فائقا لا يميل إليه طبعه وقد يزغه عقله وشرعه ، ورأيت الناس عندهم مسامحة كثيرة في ذلك ، وقول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رحمه الله : إنه يقبل خد ابنته محمول على ما إذا كان هذا وغيره عنده سواء ، أما متى حصل الفرق في النفس صار استمتاعا حراما ، والإنسان يطالع قلبه ويحكمه في ذلك ا هـ .