ومع ذلك فالأنبياء أفضل منهم ؛ لأن المجموع الحاصل للأنبياء من المزايا والمحاسن أعظم من المجموع الحاصل للملائكة فمن استقرى هذا وجده كثيرا في المخلوقات فيجد في الشعير من الخواص الطيبة ما ليس في البر وفي النحاس ما ليس في الذهب من الخواص النافعة بالإكحال وغيرها فعلى هذه القاعدة تخرجت الإقامة والأذان ، وأن من خواصهما التي جعل الله تعالى لهما أن الشيطان ينفر منهما دون الصلاة ، وأن الصلاة أفضل منهما ولا تناقض في ذلك بسبب أن [ ص: 146 ] المفضول يجوز أن يختص بما ليس للفاضل فظهر بما تقدم الفرق بين قاعدة الأفضلية وبين قاعدة المزية
حاشية ابن الشاط
قال ( الفرق الحادي والتسعون بين قاعدة الأفضلية وبين قاعدة المزية والخاصية ) قلت ما قاله في هذا الفرق صحيح .
حاشية ابن حسين المكي المالكي
[ ص: 145 - 146 ] الفرق الحادي والتسعون بين قاعدة الأفضلية وبين قاعدة المزية والخاصية )
ومنها أن الأنبياء صلوات الله عليهم أفضل من الملائكة على الصحيح ، وقد حصل للملائكة المواظبة على العبادة مع جميع الأنفاس يلهم أحدهم التسبيح كما يلهم أحدنا النفس إلى غير ذلك من الفضائل والمزايا التي لم تحصل للبشر ، ومع ذلك فالأنبياء أفضل منهم ؛ لأن المجموع الحاصل للأنبياء من المزايا والمحاسن أعظم من المجموع الحاصل للملائكة ومنها ما مر عن الإمام مالك من أن المدينة أفضل من مكة ، وإن كان العمل في مكة أكثر من العمل فيها ؛ لأن أسباب التفضيل لا تنحصر في مزيد المضاعفة [ ص: 160 ] فالصلوات الخمس بمنى عند التوجه لعرفة أفضل منها بمسجد مكة وإن انتفت عنها المضاعفة ، ومنها أن في الشعير من الخواص الطيبة ما ليس في البر وفي الخواص النافعة بالحال وغيرها ما ليس في الذهب ، ومنها أنه قد يكون في المدينة فقير عنده ابنة حسناء أو تحفة غريبة ليست عند ملكها ، ومجموع ما حصل للملك قدر ما حصل لذلك الفقير أضعافا مضاعفة وبالجملة فبسبب قاعدة أن المفضول يجوز أن يختص بما ليس للفاضل ظهر الفرق بين القاعدتين واندفع التناقص في مثل كون الصلاة أفضل من الأذان والإقامة ، وقد جعل الله تعالى لهما أن الشيطان ينفر منهما دونهما والله أعلم .
( فائدة ) ذكر الشيخ أحمد بن أحمد بابا التنبكتي في نيل الابتهاج آخر ترجمة الإمام عبد العزيز العبدوسي عن الشيخ أبي عبد الله الرصاع أن صاحب الترجمة كان يقول في مجلسه بجامع القصر من تونس مما جرب لتسهيل الرزق والأمان والتحصن من آفات الزمان أن تكتب في ورقة ، ويجعل على الرأس مناقب السادات الكرام من الصحابة جمعهم من كتب عديدة أثنى عليهم سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم قال الرصاع : وقد قيدتها قديما ووجدت لها بركات في جميع الحالات .
قال رضي الله عنه وهي قال صلى الله عليه وسلم { من أحب أبا بكر فقد أقام الدين ومن أحب عمر بن الخطاب فقد أوضح السبيل ومن أحب عثمان بن عفان فقد استضاء بنور الله ومن أحب علي بن أبي طالب فقد استمسك بالعروة الوثقى ألا وإن أرأف أمتي بأمتي أبو بكر وإن أقواهم صلابة في دين الله عمر بن الخطاب وإن أشدهم حياء عثمان بن عفان وإن أقضاهم علي بن أبي طالب ولكل نبي حواري وحواريي nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير ومن أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله nindex.php?page=showalam&ids=85وسعيد بن زيد من أحباب الرحمن nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص يدور مع الحق nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف تاجر الله nindex.php?page=showalam&ids=5وأبو عبيدة بن الجراح أمين الله وما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر . ومن أراد أن ينظر إلى زهد عيسى فلينظر إلى زهد أبي ذر وإن الله ليرضى لرضا nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان ويسخط لسخط nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان وإن الجنة لتشتاق إلى nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان أشد من اشتياق nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان إلى الجنة ولكل أمة حليم وحليم هذه الأمة nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة بن اليمان من أصفياء الرحمن وإن أعلم الناس بالحلال والحرام nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل وإن أعلم الناس بالفرائض nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت وإن أقرأ أمتي nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=135وحمزة أسد الله وأسد رسوله . nindex.php?page=showalam&ids=22وخالد بن الوليد سيف الله وسيف رسوله nindex.php?page=showalam&ids=315وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين في الجنة يطير بهما فيها حيث يشاء والحسن nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما nindex.php?page=showalam&ids=18والعباس عمي وصنو أبي ورضيت لأمتي ما رضي لها nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود وصوت nindex.php?page=showalam&ids=86أبي طلحة في الجيش خير من مائة أو خير من فئة ولكل نبي خادم وخادمي nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ولكل نبي خليل وخليلي nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ ولكل أمة فارس وفارس القرآن nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن العباس وأول من يقرع باب الجنة nindex.php?page=showalam&ids=115بلال وإن أول من يأكل من ثمارها أبو الدحداح وإن أول من تصافحه الملائكة nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء وإن أول من يرد حوضي nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب بن سنان والمقداد بن الأسود من المجتهدين nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر من الصديقين [ ص: 161 ] nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر من وفود الرحمن وإن أفضل النساء آسية ومريم وخديجة وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وفضل nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ونسائي خير نساء هذه الأمة وأحبهن إلي عائشة وأصحابي كلهم كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ومن أحب أصحابي فقد أحبني ومن أبغض أصحابي فقد أبغضني ألا وإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا } .
هذه وصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ساداتنا نفعنا الله بهم وحشرنا في زمرتهم ونرغب من حامل هذا الكتاب أن يعطي منه نسخا للمؤمنين والسلام من كاتبه محمد بن قاسم الرصاع ا هـ .
نقلته من خط والدي قائلا نقلته من خط عبد العزيز بن إبراهيم بن هلال قال نقلته من خط الرصاع وقد رأيت لعمي نزيل المدينة الحاج أبي بكر بن أحمد شرحا على هذه المناقب رحمه الله ا هـ بلفظه