فيا وطني إن فاتني بك سابق من الدهر فلينعم لساكنك البال
أي إن كان زمن سابق فوت علي الإقامة والسكنى في وطني ولم يتيسر لي الإقامة فيه وتولاه غيري فلا لوم علي لأني تركته من غير عيب فيه وحينئذ فلتطب نفس ذلك الساكن ولينعم باله والغرض من ذلك إظهار التحسر والتحزن على مفارقة الوطن والشاهد في قوله إن فاتني فإنه مستعمل في الماضي لفظا ومعنى وأما لو فتتعلق بالماضي قال السعد : ومذهب أنها تستعمل في المستقبل استعمال إن وهو مع قلته ثابت ا هـ . المبردولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا ومن دون رمسينا من الأرض سبسب
لظل صدى صوتي وإن كنت رمة لصوت صدى ليلى يهش ويطرب
مدلول لو ربط وجود ثان بأول في سابق الأزمان
مع انتفاء ذلك المقدم حقا بلا ريب ولا توهم
أما الجواب إن يكن مناسبا وليس غير شرطه مصاحبا
فاحكم له بالنفي أيضا واعلم بأن كلا داخل في العدم
أو لم يكن مناسبا فواجب من باب أولى ذاك حكم لازب
وفي مناسب له إذ يفقد مناسب سواه قد لا يوجد
هذا جواب لو بتقسيم حصل ممتنع وواجب ومحتمل
ومعظم المقصود فيما يجب إثباته في كل حال يطلب
مثاله نعم الذي لو لم يخف لما عصى إلهه ولا اقترف
ومعظم المقصود في الممتنع بيان نفي شرطه الذي ادعى
كلو يكون فيهما شريك لامتنعا فالواحد المليك
أو أن ذاك النفي حقا أثرا في عدم الذي يلي بلا مرا
كلو أتيتني لكنت تكرم كرامتي لمن قلاني تعدم
ولو دامت الدولات كانوا كغيرهم رعايا ولكن ما لهن دوام
ولو طارد ذو حافر قبلها لطارت ولكنه لم يطر