( والرابعة )
رجلان أحدهما ارتاضت نفسه على الطاعة وانشرحت [ ص: 23 ] بها وتنعمت وبادرت إليها طواعية ومحبة ، والآخر يجاهد نفسه على تلك الطاعات ويكرهها عليها أيهما أفضل قال
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال كتب إلي
يوسف بن عبد الله الإسكافي حدثنا
الحسن بن علي بن الحسن أنه سأل
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبا عبد الله عن الرجل يشرع له وجه بر فيحمل نفسه على الكراهة وآخر يشرع له فيسر بذلك ، فأيهما أفضل قال ألم تسمع {
nindex.php?page=hadith&LINKID=15700النبي صلى الله عليه وسلم يقول من تعلم القرآن وهو كبير يشق عليه فله أجران } ، وهذا ظاهر في ترجيح المكره نفسه لأن له عملين جهادا وطاعة أخرى ، ولذلك كان له أجران ، وهذا قول
ابن عطاء وطائفة من
الصوفية من أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=12032أبي سليمان والنخام ، وعند
الجنيد وجماعة من عباد
البصرة أن الباذل لذلك طوعا ومحبة أفضل وهو اختيار
الشيخ تقي الدين لأن مقامه في طمأنينة النفس أفضل من أعمال متعددة ولأنه من أرباب المنازل والمقامات والآخر من أرباب الصلهام والبدايات ، فمثلهما كمثل رجل مقيم
بمكة يشتغل بالطواف والآخر يقطع المفاوز والقفار في السير إلى
مكة فعمله أشق والأول أفضل والله أعلم