إن قيل :
على أي شيء يثاب العالم والحاكم ؟ قلنا : إن تعلما العلم للرياء والسمعة أثما ما لم يتوبا ، فإن أفتى أحدهما وحكم للرياء والسمعة كانا مأثومين أيضا لريائهما ، فإن أفتى أحدهما وحكم الآخر مخلصين لله أثيب كل واحد منهما على ما فعله خالصا لله ، وإن تعلما مخلصين لله أجرا على تعلمهما ، فإن عزما على أن يعملا بما أمرا به في الفتيا والحكم أثيبا على عزمهما ، فإن أمضيا ما عزما عليه ، أثيبا على عزمهما وفعلهما ، وإن رجعا عما عزما عليه ، أثيبا
[ ص: 141 ] على عزمهما وأثما برجوعهما ، وكذلك الإفادة والتدريس وعلم الحديث ، وكل علم يتقرب به إلى الله عز وجل .