وأما
إشارة الأخرس المفهمة فهي كصريح المقال إن فهمها جميع الناس ، كما لو قيل له كم طلقت امرأتك ، فأشار بأصابعه الثلاث ، وكم أخذت من الدراهم ؟ فأشار بأصابعه الخمس .
وإن كانت مما يفهمه الناس نزلت منزلة الظواهر ، وإن كانت مما يتردد فيه نزلت منزلة الكنايات ، وكذلك من
اعتقل لسانه بمرض أو غيره فقيل له لفلان عليك ألف فأشار برأسه - أي نعم - أو أشار برأسه إلى فوق
[ ص: 136 ] أي لا شيء له - وكذا لو قيل له قتلت زيدا ؟ وكذلك
كتابته تقوم مقام إشارته وأما كتابة غيره من القادرين على النطق ففي إقامتها مقام كلامه قولان .