فصل فيما يثاب عليه العالم والحاكم وما لا يثابان عليه
إن قيل :
على أي شيء يثاب العالم والحاكم ؟ قلنا : إن تعلما العلم للرياء والسمعة أثما ما لم يتوبا ، فإن أفتى أحدهما وحكم للرياء والسمعة كانا مأثومين أيضا لريائهما ، فإن أفتى أحدهما وحكم الآخر مخلصين لله أثيب كل واحد منهما على ما فعله خالصا لله ، وإن تعلما مخلصين لله أجرا على تعلمهما ، فإن عزما على أن يعملا بما أمرا به في الفتيا والحكم أثيبا على عزمهما ، فإن أمضيا ما عزما عليه ، أثيبا على عزمهما وفعلهما ، وإن رجعا عما عزما عليه ، أثيبا
[ ص: 141 ] الخبرين والشهادتين ، وإن لم يكذب كل واحد منهما صاحبه عمل بهما على حسب الإمكان كدابة عليها راكبان فإنه يحكم بها لهما ، لأن كل واحد من اليدين لا تكذب الأخرى وكذلك الدار فيها ساكنان ، والخشبة لها حاملان ، والحبل يتجاذبه اثنان والجدار المتصل بملكين فهذا يحكم به لهما ، إذ لا تكاذب بينهما .