صفحة جزء
وإذا كان في المقاتلة من ظهر عناؤه وأثر بلاؤه لشجاعته وإقدامه أخذ سهمه من الغنيمة أسوة غيره وزيد من سهم المصالح بحسب عنائه فإن لذي السابقة والإقدام حقا لا يضاع ; قد عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم أول راية عقدها في الإسلام بعد عمه حمزة بن عبد المطلب لعبيدة بن الحارث في شهر ربيع الأول في السنة الثانية من الهجرة وتوجه معه سعد بن أبي وقاص إلى أدنى ماء بالحجاز وكان أمير المشركين عكرمة بن أبي جهل فرمى سعد ونكى ; كان أول من رمى سهما في سبيل الله فقال ( من الوافر ) :

ألا هل أتى رسول الله أني حميت صحابتي بصدور نبلي     أذود بها أوائلهم ذيادا
بكل حزونة وبكل سهل     فما يعتد رام في عدو
بسهم يا رسول الله قبلي     وذلك أن دينك دين صدق
وذو حق أتيت به وعدل

فلما قدم اعتذر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سبق إليه وتقدم فيه

التالي السابق


الخدمات العلمية