صفحة جزء
ولا يجوز أن تقام الجمعة في السفر ولا خارج المصر إلا أن يتصل بناؤه . وإذا كان المصر جامعا لقرى قد اتصل بناؤها حتى اتسع بكثرة كبغداد جاز إقامة الجمعة في مواضعه القديمة ، ولا يمنع اتصال البنيان من إقامتها في مواضعها . وإن كان المصر واحدا في موضوع الأصل وجامعه يسع جميع أهله كمكة لم يجز أن تقام الجمعة فيه إلا في موضع واحد منه . وإن كان المصر واحدا متصل الأبنية لا يسع جامعه جميع أهله لكثرتهم كالبصرة فقد اختلف أصحاب الشافعي في جواز إقامة الجمعة في موضعين منه للضرورة بكثرة أهله ، فذهب بعضهم إلى جوازها وأباه آخرون وقالوا إن ضاق بهم اتسعت لهم الطرقات فلم يضطروا إلى تفريق الجمعة في مواضع منه .

وإن أقيمت الجمعة في موضعين في مصر قد منع أهله من تفريق الجمعة فيه ففيه قولان : أحدهما أن الجمعة لأسبقهما بإقامتها وعلى المسبوق أن يعيد الصلاة ظهرا .

والقول الثاني : أن الجمعة للمسجد الأعظم الذي يحضره السلطان سابقا كان أو مسبوقا ، وعلى من صلوا في الأصغر إعادة صلاتهم ظهرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية