ولما كان الحاسد يكره نعمة الله على عباده، والمتصدق ينعم عليهم، كانت صدقة هذا، ونعمته تطفئ خطيئته وتذهبها، وحسد هذا وكراهته نعمة الله على عباده، تذهب حسناته.
[ ص: 370 ] ولما كانت الصلاة مركب الإيمان، وأصل الإسلام، ورأس العبودية، ومحل المناجاة والقربة إلى الله، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو مصل، وأقرب ما يكون منه في صلاته، وهو ساجد كانت الصلاة نور المسلم.
ولما كان الصوم يسد عليه باب الشهوات، ويضيق مجاري الشيطان، ولا سيما باب الأخوفين: الفم والفرج، اللذين منهما ينشأ معظم الشهوات كان كالجنة من النار، فإنه يتترس به من سهام إبليس.