وقال في حديث حماد بن [ ص: 287 ] سلمة : وأما أنا فأهل بالحج، فإن معي الهدي - ثم اتفقوا- فكنت فيمن أهل بعمرة، فلما كان في بعض الطريق حضت، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: ما يبكيك؟ قلت : وددت أني لم أكن خرجت العام، قال : ارفضي عمرتك، وانقضي رأسك، وامتشطي - قال موسى وأهلي بالحج، وقال سليمان، يعني ابن حرب : واصنعي ما يصنع المسلمون في حجهم، فلما كان ليلة الصدر أمر - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن فذهب بها إلى التنعيم .
زاد موسى فأهلت بعمرة مكان عمرتها، وطافت بالبيت، فقضى الله تعالى عمرتها وحجها - قال nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام، يعني ابن عروة : ولم يكن في شيء من ذلك هدي.
زاد موسى في حديث nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة: فلما كانت ليلة البطحاء طهرت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة .
وأما قول من قال: إنها أحرمت بحج ثم نوت فسخه بعمرة، ثم رجعت إلى حج مفرد، فهو خلاف ما أخبرت به عن نفسها، وخلاف ما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم لها: nindex.php?page=hadith&LINKID=886296يسعك طوافك لحجك وعمرتك ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أمرها أن تهل بالحج لما حاضت، كما أخبرت بذلك عن نفسها، وأمرها أن تدع العمرة وتهل بالحج. وهذا كان بسرف ( مكان قريب من مكة )، قبل أن يأمر أصحابه بفسخ حجهم إلى العمرة، فإنه إنما أمرهم بذلك على المروة.
[ ص: 289 ] ومن تأمل أحاديثها علم أنها أحرمت أولا بعمرة، ثم أدخلت عليها الحج فصارت قارنة، ثم اعتمرت من التنعيم عمرة مستقلة تطييبا لقلبها.
وقد غلط في قصة nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة من قال: إنها كانت مفردة، فإن عمرتها من التنعيم هي عمرة الإسلام الواجبة.
وغلط من قال: إنها كانت متمتعة، ثم فسخت المتعة إلى إفراد، وكأن عمرة التنعيم قضاء لتلك العمرة.
وغلط من قال: إنها كانت قارنة، ولم يكن عليها دم ولا صوم، وأن ذلك إنما يجب على المتمتع. ومن تأمل أحاديثها علم ذلك، وتبين له أن الصواب ما ذكرناه. والله أعلم.