179 \ 2125 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=673814عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن إبراهيم عليه السلام لم يكذب قط إلا ثلاث كذبات: ثنتان في ذات الله تعالى: قوله إني سقيم وقوله: بل فعله كبيرهم هذا ، وبينما هو يسير في أرض جبار من الجبابرة، إذ نزل منزلا، فأتي الجبار، فقيل له : إنه نزل هاهنا رجل معه امرأة هي أحسن الناس، قال : فأرسل إليه، فسأله عنها؟ فقال : إنها أختي، فلما رجع إليها قال : إن هذا سألني عنك، فأنبأته أنك أختي، وإنه ليس اليوم مسلم غيري وغيرك، وإنك أختي في كتاب الله، فلا تكذبيني عنده - وساق الحديث .
وعلى هذا فإذا قال لعبده: "هو حر"، يعني أنه ليس بفاجر لم يعتق، وهذا هو الصواب الذي لا ينبغي أن يفتى بخلافه، فإن السيد إذا قيل له: "عبدك فاجر زان" فقال: "ما هو إلا [ ص: 539 ] حر" ، قطع سامعه أنه إنما أراد العفة، لا العتق، وكذلك إذا قيل له: "جاريتك تبغي"، فقال: "إنما هي حرة".
وسمي هذه كذبات لأنها تورية.
وقد أشكل على الناس تسميتها كذبا، لكون المتكلم إنما أراد بلفظه المعنى الذي قصده، فكيف يكون كذبا ؟
والتحقيق في ذلك: أنها كذب بالنسبة إلى إفهام المخاطب، لا بالنسبة إلى غاية المتكلم، فإن الكلام له نسبتان: نسبة إلى المتكلم ونسبة إلى المخاطب، فلما أراد الموري أن يفهم المخاطب خلاف ما قصده بلفظه، أطلق الكذب عليه بهذا الاعتبار، وإن كان المتكلم صادقا باعتبار قصده ومراده.