قال ابن جرير: "الأخبار الواردة بالسمع والطاعة للأمراء ما لم يكن خلافا لأمر الله ورسوله، فإذا كانت خلافا لذلك فغير جائز أن يطيع أحدا في معصية الله ورسوله، وبنحو ذلك قال عامة السلف "، وأشار إلى أن الأحاديث المجملة يفسرها الأحاديث المفسرة دفعا للتضاد في الأحاديث.
[ ص: 237 ] قال ابن القيم رحمه الله: وقد استشكل قوله صلى الله عليه وسلم " ما خرجوا منها أبدا، ولم يزالوا فيها " مع كونهم لو فعلوا ذلك لم يفعلوه إلا ظنا منهم أنه من الطاعة الواجبة عليهم، وكانوا متأولين.
والجواب عن هذا: أن دخولهم إياها معصية في نفس الأمر، وكان الواجب عليهم أن لا يبادروا وأن يتثبتوا حتى يعلموا: هل ذلك طاعة لله ورسوله أم لا ؟ فأقدموا على الهجوم والاقتحام من غير تثبت ولا نظر، فكانت عقوبتهم أنهم لم يزالوا فيها.
وقوله: " أبدا " لا يعطي خلودهم في نار جهنم.
فإن الإخبار إنما هو عن نار الدنيا. والأبد كثيرا ما يراد به أبد الدنيا.
قال تعالى في حق اليهود ولن يتمنوه أبدا وقد أخبر عن الكفار أنهم يتمنون الموت في النار ويسألون ربهم أن يقضي عليهم.
وقد جاء في بعض الروايات " أن هذا الرجل كان مازحا "، وكان معروفا بكثرة المزاح، والمعروف أنهم أغضبوه، حتى فعل ذلك.