وقد وقع لنا حديث عقبة هذا من رواية يحيى بن بكير عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد، وفيه: "لا رخصة لأحد فيها بعدك "
[ ص: 265 ] قال البيهقي: وهذه الزيادة إذا كانت محفوظة كانت رخصة له، كما رخص لأبي بردة بن نيار، وعلى مثل هذا يحمل معنى حديث زيد بن خالد الجهني الذي أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود هاهنا.
وقد أشار nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي إلى أن الرخصة أيضا لعقبة وزيد بن خالد، كما كانت لأبي بردة.
قال ابن القيم رحمه الله: وهذا لا يصح، فإن قوله لأحد هؤلاء " ولن تجزئ عن أحد بعدك " ولا رخصة فيها لأحد بعدك ينفي تعدد الرخصة.
وقد كنا نستشكل هذه الأحاديث إلى أن يسر الله بإسفار صبحها، وزوال إشكالها، فله الحمد، فنقول:
أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=177أبي بردة بن نيار: فلا ريب في صحته، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: في الجذعة من المعز " ولن تجزئ عن أحد بعدك " وهذا قطعا ينفي أن [ ص: 266 ] تكون مجزئة عن أحد بعده.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر: فإنما وقع فيه الإشكال: أنه جاء في بعض ألفاظه أنه بقيت له جذعة.
ولكن العتود من ولد المعز: ما قوي ورعي، وأتى عليه حول، قاله الجوهري، وكذلك كلام غيره من أئمة اللغة قريب منه.
قال بعضهم: ما بلغ السفاد.
وقال بعضهم: ما قوي وشب.
وعلى هذا - فيكون هو الثني من المعز فتجوز الضحية به، ومن رواه " فبقي جذع " لم يقل: فيه جذع من المعز، ولعله ظن أن العتود هو الجذع من الماعز، فرواه كذلك والمحفوظ " فبقي عتود "، وفي لفظ " فأصابني جذع " وليس في الصحيح إلا هاتان اللفظتان.
وأما " جذع من المعز "، فليس في حديث عقبة، فلا إشكال فيه.
فإن قيل: فما وجه قوله " ولا رخصة فيها لأحد بعدك " ؟.
قيل: هذه الزيادة غير محفوظة في حديثه، ولا ذكرها أحد من أصحاب الصحيحين، ولو كانت في الحديث لذكروها، ولم يحذفوها، فإنه لا يجوز [ ص: 267 ] اختصار مثلها، وأكثر الرواة لا يذكرون هذه اللفظة.
وأما حديث زيد بن خالد الجهني فهو - والله أعلم - حديث nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر الجهني بعينه.
واشتبه على nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق أو من حدثه به اسمه، وأن قصة العتود وقسمة الضحايا إنما كانت مع nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر الجهني، وهي التي رواها أصحاب الصحيح.
ثم إن الإشكال في حديثه: إنما جاء من قوله " فقلت: إنه جذع من المعز "، وهذه اللفظة إنما ذكرها عن أبي إسحاق: