قال ابن القيم رحمه الله: والذين ردوا هذا الحديث منهم من رده لضعفه، ومنهم من رده لكونه منسوخا، ومنهم من قال: لا دلالة فيه على الميراث، بل لو صح كان معناه: هو أحق به، يواليه وينصره، ويبره، ويصله، ويرعى ذمامه، ويغسله، ويصلي عليه، ويدفنه، فهذه أولويته به، لا أنها أولويته بميراثه، وهذا التأويل.

وقال بهذا الحديث آخرون منهم nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن [ ص: 317 ] حنبل في إحدى الروايتين عنه، nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس، وربيعة، nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز.

وفيها مذهب ثالث: أنه إن عقل عنه ورثه، وإن لم يعقل عنه لم يرثه، وهو مذهب سعيد بن المسيب.

وفيها مذهب رابع: أنه إن أسلم على يديه ووالاه فإنه يرثه ويعقل عنه، وله أن يتحول عنه إلى غيره، ما لم يعقل عنه إلى غيره، فإذا عقل عنه لم يكن له أن يتحول عنه إلى غيره. وهذا قول nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد.

وفيها مذهب خامس: أن هذا الحكم ثابت فيمن كان من أهل الحرب دون أهل الذمة، وهو مذهب يحيى بن سعيد.

فلا إجماع في المسألة مع مخالفة هؤلاء الأعلام. وأما تضعيف الحديث: فقد رويت له شواهد.

[ ص: 318 ] منها: حديث nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة.

وأما رده بجعفر بن الزبير: فقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور: أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس حدثنا معاوية بن يحيى الصدفي عن القاسم عن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة مرفوعا.

ورواه أيضا من حديث راشد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

وحديث تميم - وإن لم يكن في رتبة الصحيح - فلا ينحط عن أدنى درجات الحسن، وقد عضده المرسل، وقضاء nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب، nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز

وآية الفرائض، إنما تقتضي تقديم الأقارب عليه، ولا تدل على عدم توريثه إذا لم يكن له نسب، والله أعلم.

[ ص: 319 ]