وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، وقال: حسن غريب. ولا نعلم أحدا روى هذا الحديث غير nindex.php?page=showalam&ids=16486عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر. وقد تكلم شعبة في عبد الملك من أجل هذا الحديث. وعبد الملك ثقة مأمون عند أهل الحديث، ولا نعلم أحدا تكلم فيه غير nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة من أجل هذا الحديث.
[ ص: 537 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: سمعت بعض أهل العلم بالحديث يقولون: نخاف أن لا يكون هذا الحديث محفوظا
قال ابن القيم رحمه الله: قيل له ومن أين قلت ؟ قال: إنما رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=11862أبو الزبير - وهو من الحفاظ - عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ما يوافق قول أبي سلمة، ويخالف ما روى nindex.php?page=showalam&ids=16486عبد الملك بن أبي سليمان.
وفيه من الفرق بين الشريك وبين المقاسم، فكان أولى الأحاديث أن يؤخذ به عندنا -والله أعلم- لأنه أثبتها إسنادا وأبينها لفظا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأعرقها في الفرق بين المقاسم وغير المقاسم.
آخر كلامه.
وسئل الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن هذا الحديث فقال: هذا حديث منكر، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وغيره عنه. وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين: لم يحدث به إلا عبد الملك، [ ص: 538 ] وقد أنكره الناس عليه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: لا أعلم أحدا رواه عن عطاء غير عبد الملك، تفرد به. وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر خلاف هذا.
ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: وإنما ترك شعبة حديث عبد الملك لحال هذا الحديث.
تم كلامه.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من طريق أمية بن خالد قال: قلت nindex.php?page=showalam&ids=16102لشعبة: ما لك لا تحدث عن nindex.php?page=showalam&ids=16486عبد الملك بن أبي سليمان ؟ قال: تركت حديثه، قال قلت: تحدث عن محمد بن عبد الله العرزمي وتدع عبد الملك، وقد كان حسن الحديث ؟ قال من حسنها فررت.
وقال أحمد بن سعيد الدارمي سمعت مسددا وغيره من أصحابنا عن يحيى بن سعيد قال: قال شعبة لو أن عبد الملك جاء بمثله آخر أو اثنين لتركت حديثه، يعني حديث الشفعة.
وقال أبو قدامة عن nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان قوله لو روى عبد الملك بن أبي [ ص: 539 ] سليمان حديثا آخر مثل حديث الشفعة لتركت حديثه.
وقال بعض الناس: هذا رأي لعطاء، أدرجه عبد الملك في الحديث إدراجا.
فهذا ما رمى به الناس عبد الملك وحديثه.
وقال آخرون: عبد الملك أجل وأوثق من أن يتكلم فيه.
وكان يسمى الميزان لإتقانه وضبطه وحفظه، ولم يتكلم فيه أحد قط إلا شعبة، وتكلم فيه من أجل هذا الحديث وهو كلام باطل.
فإنه إذا لم يضعفه إلا من أجل هذا الحديث كان ذلك دورا باطلا؛ فإنه لا يثبت ضعف الحديث حتى يثبت ضعف عبد الملك، فلا يجوز أن يستفاد ضعفه من ضعف الحديث الذي لم يعلم ضعفه إلا من جهة عبد الملك ولم يعلم ضعف عبد الملك إلا بالحديث، وهذا محال من الكلام، فإن الرجل من الثقات الأثبات الحفاظ الذين لا مطمح للطعن فيهم.
وقد احتج به nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه، وخرج له عدة أحاديث، ولم ينكر [ ص: 540 ] عليه تصحيح حديثه والاحتجاج به أحد من أهل العلم، واستشهد به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، ولم يرو ما يخالف الثقات، بل روايته موافقة لحديث أبي رافع الذي أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، ولحديث سمرة الذي صححه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، فجابر ثالث ثلاثة في هذا الحديث: أبي رافع، nindex.php?page=showalam&ids=24وسمرة، nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر، فأي مطعن على عبد الملك في رواية حديث قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة.
وفي الحقيقة لا تعارض بينهما، فإن منطوق حديث أبي سلمة انتفاء الشفعة عند تميز الحدود، وتصريف الطرق واختصاص كل ذي ملك بطريق، ومنطوق حديث عبد الملك إثبات الشفعة بالجوار عند الاشتراك في الطريق، ومفهومه انتفاء الشفعة عند تصريف الطرق، فمفهومه موافق لمنطوق حديث أبي سلمة وأبي الزبير، ومنطوقه غير معارض له
وهذا بين وهو أعدل الأقوال في المسألة.
فإن الناس في شفعة الجوار طرفان ووسط.
فأهل المدينة وأهل الحجاز وكثير من الفقهاء ينفونها مطلقا.
وأهل الكوفة يثبتونها مطلقا، وأهل البصرة يثبتونها عند الاشتراك في حق من حقوق الملك، كالطريق والماء ونحوه، وينفونها عند تميز كل ملك بطريقه حيث لا يكون بين الملاك اشتراك.
وعلى هذا القول تدل أحاديث جابر منطوقها ومفهومها، ويزول عنها التضاد والاختلاف، ويعلم أن عبد الملك لم يرو ما يخالف رواية غيره.
[ ص: 541 ] والأقوال الثلاثة في مذهب nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، وأعدلها وأحسنها هذا القول الثالث، والله الموفق للصواب.