[ ص: 616 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود: روى هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري وأيوب وحماد، عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير، أوقفوه على nindex.php?page=showalam&ids=36جابر. وقد أسند هذا الحديث من وجه ضعيف.
قال ابن القيم رحمه الله: قال عبد الحق: هذا الحديث إنما يرويه الثقات من قول جابر، وإنما أسند من وجه ضعيف من حديث يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ومن حديث عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب ضعيف لم يرو عنه إلا nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش.
وقال ابن القطان: يحيى بن سليم وثقه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين، وتكلم فيه غيره من أجل حفظه والناس رووه موقوفا غير يحيى.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود هذا الحديث وقال رواه nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري وحماد عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير وقفاه على nindex.php?page=showalam&ids=36جابر، وقد أسند من [ ص: 617 ] وجه ضعيف عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر.
قال ابن القطان: فإن كان عبد الحق ضعف المرفوع لكونه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير فقد تناقض لتصحيحه الموقوف وهو عنه وإن عنى به ضعف يحيى بن سليم ناقض، فكم من حديث صححه من روايته! ولم يخالف يحيى بن سليم في رفعه عن إسماعيل بن أمية إلا من هو دونه وهو nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش، وأما إسماعيل بن أمية فلا يسأل عن مثله،
وهذا عنت من ابن القطان.
والحديث إنما ضعف لأن الناس رووه موقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=36جابر، وانفرد برفعه يحيى بن سليم، وهو مع سوء حفظه قد خالف الثقات وانفرد عنهم، ومثل هذا لا يحتج به أهل الحديث، فهذا هو الذي أراده أبو داود وغيره من تضعيف الحديث.
وأما تصحيحه حديث يحيى بن سليم في غير هذا فلا إنكار عليه فيه، فهذه طريقة أئمة الحديث العالمين بعلله يصححون حديث الرجل، ثم [ ص: 618 ] يضعفونه بعينه في حديث آخر إذا انفرد أو خالف الثقات.
ومن تأمل هذا وتتبعه رأى منه الكثير، فإنهم يصححون حديثه لمتابعة غيره له أو لأنه معروف الرواية صحيح الحديث عن شيخ بعينه ضعيفها في غيره.
وفي مثل هذا يعرض الغلط لطائفتين من الناس:
طائفة تجد الرجل قد خرج حديثه في الصحيح وقد احتج به فيه، فحيث وجدوه في حديث قالوا هذا على شرط الصحيح! وأصحاب الصحيح يكونون قد انتقوا حديثه ورووا له ما تابعه فيه الثقات ولم يكن معلولا ويتركون من حديثه المعلول وما شذ فيه وانفرد عن الناس، وخالف فيه الثقات، أو رواه عن غير معروف بالرواية عنه، ولا سيما إذا لم يجدوا ذلك من حديثه عند أصحابه المختصين به، فإن لهم في هذا نظرا واعتبارا اختصوا به عمن لم يشاركهم فيه، فلا يلزم حيث وجد حديث مثل هذا أن يكون صحيحا، ولهذا كثيرا ما يعلل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ونظراؤه حديث الثقة بأنه لا يتابع عليه.
والطائفة الثانية: يرون الرجل قد تكلم فيه بسبب حديث رواه وضعف من أجله، فيجعلون هذا سببا لتضعيف حديثه أين وجدوه، فيضعفون من حديثه ما يجزم أهل المعرفة بالحديث بصحته.
وهذا باب قد اشتبه كثيرا على غير النقاد.
والصواب: ما اعتمده أئمة الحديث ونقاده من تنقية حديث الرجل وتصحيحه، والاحتجاج به في موضع، وتضعيفه وترك حديثه في موضع آخر.
وهذا فيما إذا تعددت شيوخ الرجل ظاهر، كإسماعيل بن عياش في غير الشاميين، nindex.php?page=showalam&ids=16006وسفيان بن حسين في [ ص: 619 ] غير nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ونظائرهما متعددة.
وإنما النقد الخفي: إذا كان شيخه واحدا، كحديث nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن مثلا عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فإن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلما يصحح هذا الإسناد ويحتج بالعلاء، وأعرض عن حديثه في الصيام بعد انتصاف شعبان وهو من روايته وعلى شرطه في الظاهر، ولم ير إخراجه لكلام الناس في هذا الحديث وتفرده وحده به.
وهذا أيضا كثير يعرفه من له عناية بعلم النقد ومعرفة العلل.
وهذا إمام الحديث nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري يعلل حديث الرجل بأنه لا يتابع عليه، ويحتج به في صحيحه ولا تناقض منه في ذلك.