التفسير:
قد تقدم في الأحكام أكثر ما في هذه الآي من التفسير، فإنما أذكر ما لم أذكره، وكذلك سبيلنا في سائر الكتاب.
قوله:
فمن خاف من موص جنفا أو إثما : (الجنف): الميل عن الحق على وجه الخطأ، و (الإثم): العمد.
وقوله:
شهر رمضان الذي أنـزل فيه القرآن :
سمي الشهر شهرا؛ لشهرته في دخوله وخروجه،
وسمي رمضان؛ لأنه وافق شدة الحر، فهو مأخوذ من (الرمضاء) ؛ وهي الرمل الحامي من حر الشمس،
وسمي القرآن؛ لاجتماع حروفه.
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر يعني: ما تقدم من الرخصة للمريض والمسافر.
ولتكملوا العدة أي: ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم؛ فعل
[ ص: 451 ] ذلك بكم.
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أي: قريب الإجابة.
وقيل: لأنه يسمع دعاءهم سماع القريب المسافة، ولا يجوز أن يتأول على قرب المسافة؛ لأن ذلك غير جائز على البارئ جل وعز.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : نزلت بسبب قوم سألوا: كيف الدعاء ؟
وقيل:
قال رجل: يا رسول الله، أقريب ربنا سبحانه فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزلت.
وقيل: قال المشركون: كيف يكون قريبا وبيننا وبينه سبع سماوات، غلظ كل سماء خمس مئة عام، وبين كل سماءين مثل ذلك؟ فنزلت.
وقوله:
أجيب دعوة الداع إذا دعان قيل: المعنى: إن شئت.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كل عبد دعا استجيب له؛ فإن كان الذي يدعو به رزقا
[ ص: 452 ] في الدنيا؛ أعطيه، وإن لم يكن رزقا في الدنيا؛ ذخر له.
فليستجيبوا لي أي: فليستدعوا الإجابة.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : معناه: فليجيبوني.
[وقيل: معناه: أسمع دعاءه، كما جاء (سمع) في معنى: (أجاب) في قوله: (سمع الله لمن حمده).
وقيل: هو عبارة عن قرب علمه ورحمته، كما يقول القائل: (أسمع كلامك، وأجيب نداءك).
وقيل: أجيب دعاءه إذا كانت فيه المصلحة.
وقيل:
معنى الدعاء: العبادة، ومعنى الإجابة: الجزاء عليها والثواب].
هن لباس لكم وأنتم لباس لهن : كل واحد من الزوجين لباس لصاحبه؛ لتجردهما في ثوب واحد، وقيل: لأن كل واحد منهما ستر لصاحبه - فيما يكون بينهما من الجماع - عن أبصار الناس.
[ ص: 453 ] nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : المعنى: يسكن كل واحد منهما إلى صاحبه.
ومعنى
تختانون أنفسكم : تخونونها في ارتكاب ما نهيتم عنه.
و (المباشرة): إلصاق البشرة بالبشرة.
و (الفجر): فجر الصباح، سمي بذلك؛ لانبعاث ضوئه.
حدود الله : ما منع منه.
يسألونك عن الأهلة :
سمي الهلال هلالا؛ لأن الناس يهلون بذكره إذا رأوه.
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : يسمى هلالا حتى يحجر؛ أي: يستدير بخطة رقيقة.
وقيل: إلى ثلاث ليال.
وقيل: حتى يغلب ضوءه، وذلك في السابعة.