التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قال ابن عباس: {والتين} : مسجد النبي نوح عليه السلام، و {الزيتون} : مسجد بيت المقدس.

ابن زيد: [ {والتين} : مسجد دمشق، و {الزيتون} : مسجد بيت المقدس].

[الحسن، ومجاهد: {والتين} : الذي يؤكل، و {الزيتون} : الذي يعصر.

كعب، وعكرمة، وغيرهما: {والتين} : دمشق، و {الزيتون} : بيت المقدس]، وهذا اختيار الطبري.

[ ص: 129 ] قتادة: {والتين} : الجبل الذي عليه دمشق، و {الزيتون} : الجبل الذي عليه بيت المقدس.

محمد بن كعب القرظي: {والتين} : مسجد أصحاب الكهف، و {الزيتون} : مسجد إيلياء.

وقوله: وطور سينين : هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام، عن الحسن وغيره.

عكرمة: {سينين} بمعنى: حسن; لأنه كثير النبات والشجر.

مجاهد، وقتادة: معنى {سينين} : مبارك، وعن قتادة أيضا: وطور سينين : مسجد موسى عليه السلام، وقاله النخعي.

الأخفش سعيد: {وطور} : جبل، و {سينين} : شجر، واحدته: (سينينة) .

وقوله: وهذا البلد الأمين يعني: مكة، عن ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما، و {الأمين} : من الأمن.

وقوله: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم : هذا جواب القسم، قال النخعي وقتادة: المعنى: في أحسن صورة.

وقوله: ثم رددناه أسفل سافلين : قال ابن عباس ومجاهد: في أقبح صورة.

[ ص: 130 ] عكرمة: في أحسن تقويم يعني: الشاب القوي الجلد.

وقيل: عنى بـ {الإنسان} : آدم عليه السلام، وقوله: ثم رددناه أسفل سافلين : [يعني: الكفار من ولده].

وقيل: معنى أحسن تقويم : خلق الإنسان منتصبا، و أسفل سافلين : رده إلى أرذل العمر.

وتقدير الكلام: لقد خلقنا الإنسان في تقويم أحسن تقويم; فحذف.

أبو العالية في قوله: ثم رددناه أسفل سافلين : رددناه إلى النار في أقبح صورة، وقاله الحسن وابن زيد، وقالوا: صورة خنزير.

عكرمة: أسفل سافلين : أرذل العمر، ومن قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر; يعني: إذا قرأه وهو هرم، واستدل بقوله: لكي لا يعلم بعد علم شيئا [النحل: 70]، قال: ومن قرأ القرآن; فهو عالم بأشياء، فيكون على هذا للخصوص; ولذلك استثنى الذين آمنوا وعملوا الصالحات; لأنهم لا يردون إلى أرذل العمر وإن هرموا.

ابن عباس: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات : فإنهم تكتب لهم حسناتهم، وتمحى عنهم سيئاتهم، قال: وهم الذين أدركهم الكبر، ولا يؤاخذون بما عملوه في كبرهم وهم لا يعقلون.

[ ص: 131 ] ومن قال: إن أسفل سافلين معناه: النار; فالاستثناء بعده متصل، ومن قال: الهرم; فهو منقطع.

وقوله: فما يكذبك بعد بالدين أي: استيقن مع ما جاءك من الله عز وجل أنه أحكم الحاكمين، فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، روي معناه عن قتادة.

وقيل: المعنى: فما يكذبك أيها الشاك؟ يعني: الكافر; أي: أي شيء يحملك على ذلك بعد ما تبين لك من قدرة الله عز وجل؟

الفراء: المعنى: فمن يكذبك بالثواب والعقاب بعد ما تبين لك من قدرة الله عز وجل؟ وهذا اختيار الطبري.

التالي السابق


الخدمات العلمية