التفسير:
لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين : (المشركون) : مشركو
قريش، و {منفكين} : من (انفك الشيء من الشيء) ; إذا فارقه; والمعنى: لم يكونوا متفرقين إلا إذ جاءهم الرسول; لمفارقتهم ما كان عندهم من خبره
[ ص: 142 ] وصفته، وكفرهم بعد البيان.
ولا يحتاج {منفكين} على هذا التأويل إلى خبر، ويدل على ذلك قوله:
وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة} .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: المعنى: لم يكونوا منتهين عما كانوا عليه، وعن مجاهد أيضا: لم يكونوا ليؤمنوا حتى تأتيهم البينة.
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: المعنى: لم يكونوا تاركين ما عندهم من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظهر، فلما ظهر تفرقوا، واختلفوا.
وقوله:
يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة أي: عادلة.
وقوله:
وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة يعني: أنهم كانوا متفقين في أمره، فلما بعث تفرقوا.
وقوله: {حنفاء} أي: مائلين إلى الإسلام.
وقوله:
وذلك دين القيمة أي: دين الجماعة القيمة; أي: العادلة.
[ ص: 143 ] وقوله:
شر البرية يعني: الخلق، من: (برأ الله الخلق) ، ومن ترك الهمز; فهو مخفف من المهموز، ويجوز أن يكون مشتقا من: (البرى) ; وهو التراب.
وقوله:
أولئك هم خير البرية يعني: خير من برأ الله من الجن والإنس.
واحتج بظاهر هذه الآية من يرى
تفضيل الأنبياء على الملائكة.