القسم الثاني:
حروف يدغم كل حرف منها في مثله، وفي حروف زائدة، وهي سبعة، يجمعها أول كل كلمة من كلمات هذا البيت; وهو: [من المجتث]
حسبي لقد جل كربي رفقا قليلا بقلبي
[ ص: 280 ] فالحرف الزائد الذي يدغم فيه الحاء هو العين; نحو:
فمن زحزح عن النار [آل عمران: 185]، روي تخصيص هذا الحرف وحده، وروي معه أيضا:
المسيح عيسى [آل عمران: 45]، و
فلا جناح عليهما [البقرة: 229].
والحرف الذي يدغم فيه اللام هو الراء، وذلك إذا تحرك ما قبل اللام، فإن سكن ما قبلها; لم يدغمها في الراء إن كانت اللام مفتوحة; نحو:
فيقول رب [المنافقون: 10]، واستثنى
قال رب [طه: 125]، فأدغمها حيث وقع، فإن كانت اللام مكسورة، أو مضمومة; أدغم; نحو:
رسول رب العالمين [الشعراء: 16]، و
إلى سبيل ربك [النحل: 125].
وأما الجيم; فالحرف الذي يدغمها فيه هو التاء في قوله: المعارج * تعرج [المعارج: 3 - 4].
وأما الكاف; فالحرف الذي يدغمها فيه هو القاف، إذا تحرك ما قبل الكاف; نحو:
وكان ربك قديرا [الفرقان: 54]، و
من عندك قالوا [محمد: 16]، ولا يدغم إذا سكن ما قبل الكاف.
[ ص: 281 ] وأما الراء; فالحرف الذي يدغمها فيه هو اللام، إذا تحرك ما قبل الراء; نحو:
العمر لكي لا [النحل: 70]، و
أطهر لكم [هود: 78]، و
تفجر لنا [الإسراء: 90]، فإن سكن ما قبل الراء; أدغمها إذا انضمت أو انكسرت، وأظهرها إذا انفتحت.
وأما القاف; فالحرف الذي يدغمها فيه هو الكاف، إذا تحرك ما قبل القاف; نحو:
خالق كل شيء [الأنعام: 102]، وكذلك إذا كانت مع القاف في كلمة، واتصلت بها ميم; نحو:
خلقكم [البقرة: 21]، ويظهر نحو:
خلقك [الكهف: 37]، وعنه في
طلقكن [التحريم: 5] اختلاف، فإن سكن ما قبل القاف; أظهر; نحو:
ما خلقكم [لقمان: 28]، و
ميثاقكم [البقرة: 63].
وأما الباء; فالحرف الذي كان يدغمها فيه هو الميم، وذلك في:
يعذب من يشاء [المائدة: 40] خاصة حيث وقع، وروي عنه في:
فمن تاب من بعد ظلمه [المائدة: 39]: الإظهار والإدغام، واختلف عنه في:
لا ريب فيه [البقرة: 2]; فروي الوجهان.