وقوله:
يسألونك عن الخمر والميسر : {الخمر} : سمي خمرا; لمخامرته العقل إذا شربه.
{والميسر} : مأخوذ من (اليسر) ؛ وهو وجوب الشيء لصاحبه، يقال: (يسر
[ ص: 495 ] لي كذا) ؛ إذا وجب; فهو ييسر يسرا وميسرا.
وقيل: إن اشتقاقه من التجزئة، وكل شيء جزأته فقد يسرته، ومنه قيل للجازر: الياسر.
كذلك يبين الله لكم الآيات أي: تبيينا مثل التبيين المذكور يبين الله لكم.
لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة أي: تتفكرون في أمرهما، فهو ظرف للتفكر.
وقيل: {في} متعلقة بـ {يبين} ، والمعنى: يبين لكم الآيات في أمور الدنيا والآخرة لعلكم تتفكرون.
وقوله في أمر اليتامى:
وإن تخالطوهم فإخوانكم أي: فهم إخوانكم.
والله يعلم المفسد من المصلح أي: يعلم من يخالطهم على وجه الإصلاح أو على وجه الإفساد.
ودخول الألف واللام في {المفسد} و {المصلح} للجنس، لا للتعريف.
ولو شاء الله لأعنتكم أي: لكلفكم ما يشق عليكم; فتعنتون، وأصل (العنت) : كسر العظم; تقول: (عنت العظم عنتا) .
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : {لأعنتكم} : لأهلككم.
وقوله: ولعبد مؤمن خير من مشرك : وليس في المشرك خير، وهو على
[ ص: 496 ] تقدير حذف المضاف، المعنى: ولنكاح عبد مؤمن.
وقال نفطويه: العرب تأتي بـ (أفعل) على وجهين:
أحدهما: التفضيل، وفي المفضول فضل.
والثاني: على الإيجاب للأول، والنفي عن الثاني; كقوله تعالى:
أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا [الفرقان: 24].
وسبب نزول الآية: أن رجلا نكح أمة، فعوتب في ذلك، وكأن الذين عاتبوه كانوا يريدون تزويج مشركات.
وقيل: نزلت بسبب
كناز الغنوي، وقد تقدم ذكره.
وتسمية الكتابي مشركا في قول من جعل الآية عامة، خص منها أهل الكتاب; لأنه إذا رد ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام; فقد اعتقد أنه من عند غير الله، فجعل ما لا يكون إلا من عند الله من عند غيره، وذلك شرك.
وقد تقدم القول في قوله تعالى:
ويسألونك عن المحيض .
ومعنى
قل هو أذى أي: قذر ونجس.