الإعراب:
من قرأ: (حصرت صدورهم) ; جاز أن يكون حالا من المضمر المرفوع في (جاءوكم) على إضمار (قد) ، وجاز أن يكون دعاء، وقد أنكره بعضهم، وقال: لا يصح الدعاء عليهم بألا يقاتلوا قومهم; لأنهم كفار، وقومهم كفار، وهو عند
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : خبر بعد خبر، وقيل : هو على تقدير : (أو جاؤوكم
[ ص: 338 ] قوما حصرت صدورهم) ، وقيل: إن موضع (حصرت) جر على النعت لـ (قوم) من قوله : (يصلون إلى قوم) .
ومن قرأ: (حصرة) ; فهو اسم، وهو حال من المضمر المرفوع في (جاءوكم) ، ولو جر على النعت لـ (قوم) ; لجاز.
وتقدم القول في (السلم) و (السلم) و (السلم) : لغة في الصلح، و (السلام) بالألف : يجوز أن يكون بمعنى: المسالمة، والاعتزال، ويجوز في قوله: ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم ) أن يكون بمعنى: التحية.
ومن قرأ: (لست مومنا) بفتح الميم; فعلى أنه من الأمن، وإذا أجير; فهو مؤمن.
وقوله: (فتثبتوا) ، أو (فتبينوا) متقاربان.
(غير أولي الضرر) : من نصب; فعلى أنه استثناء من (القاعدين) ، أو من
[ ص: 339 ] (المؤمنين) ، أو حال من (القاعدين) ، ومن رفع; فعلى النعت لـ (القاعدين) ; لأنهم لم يقصد بهم قوم بأعيانهم، فصاروا كالنكرة، فجاز وصفهم بـ (غير) ، وجازت الحال منهم; لأن لفظهم لفظ المعرفة، ومن قرأ بجر (غير) ; فعلى النعت لـ (المؤمنين) ، أو البدل منهم.
وقوله: (على القاعدين درجة) : انتصاب (درجة) على المصدر، والعامل فيها (فضل) .
(على القاعدين أجرا عظيما) : انتصاب (أجرا) على المصدر، ودل (فضل) على (أجرهم) ، ولا ينتصب بـ (فضل) ; لأنه قد استوفى مفعوليه; وهما قوله: (المجاهدين على القاعدين) .
(درجات منه) : منصوب على تقدير الظرف; أي: فضلهم بدرجات، أو على البدل من (أجر) ، وهو مفسر له، ويقدر حذف المضاف، كأنه قال: (أجر درجات) ; أي: أجر رتب ومنازل، أو يكون توكيدا لقوله: (أجرا عظيما) ; لأن الأجر العظيم هو رفع الدرجات، والمغفرة والرحمة.
وقوله: (ومغفرة ورحمة) : يجوز أن يكون [نصبا بإضمار فعل; أي:
[ ص: 340 ] جازاهم]، لما قال: (وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) ; دل على جزائهم، فانتصب (مغفرة) على ذلك.
ويجوز أن يحمل على معنى المصدر، كأنه قال: غفر لهم مغفرة، ورحمهم رحمة، ولو رفعت (درجات) وما عطف عليها على إضمار مبتدأ; لجاز.
( إن الذين توفاهم الملائكة) : يجوز أن يكون (توفاهم) ماضيا، ويجوز أن يكون مستقبلا، أصله: (تتوفاهم) .
(إلا المستضعفين) : استثناء من ( إن الذين توفاهم) .
(أن تقصروا من الصلاة) موضع (أن) : نصب على تقدير: (في أن تقصروا) .
و (تقصروا) ، و (تقصروا) ، و ( تقصروا) لغات بمعنى.
(كانوا لكم عدوا مبينا) : (عدوا) بمعنى: أعداء، وحسن وصفه; لأن الصفة قد تأتي في مواضع لو لم تأت فيها; لاستغني عنها; كقولهم: (أمس الدابر) ، وشبهه، فكأنها كالحال التي تأتي مؤكدة.