يا بني إسرائيل : من
ترك همز {إسرائيل} على وجه تخفيف الهمزة.
أوف بعهدكم : {أوف} و {أوف} متقاربان، وفي التشديد معنى التكثير، فكأنه قال: أوفوا بعهدي أبالغ في توفيتكم، فضمن عز وجل أن يعطي الكثير عن القليل، كما قال تعالى:
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها [الأنعام: 160].
وإياي فارهبون إياي} : منصوب بإضمار فعل مقدر بعده، التقدير: (وإياي ارهبوا فارهبون) ، وكان النصب أولى; لأنه أمر، ويجوز في الكلام: (وأنا
[ ص: 202 ] فارهبون) على الابتداء والخبر، وكون {فارهبون} [الخبر; على تقدير الحذف]، كأن المعنى: (وأنا ربكم فارهبون) .
مصدقا لما معكم حال من الهاء المحذوفة، التقدير: بما أنزلته مصدقا، فالعامل فيه {أنـزلت} ، ويجوز أن يكون حالا من (ما) ، والعامل فيه {آمنوا} ، التقدير: آمنوا بالقرآن مصدقا.
ولا تكونوا أول كافر به أول} : عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : اسم لم ينطق منه بفعل، وفاؤه وعينه واوان، فلم يستعمل منه فعل; لاجتماع الواوات.
وهو عند الكوفيين (أفعل) من (وأل) ؛ إذا لجأ، وخففت بالبدل والإدغام.
وقيل: هو (أفعل) من (آل يؤول) ، فأصله: (أأول) ، ثم قلب، فهو على
[ ص: 203 ] هذا (أعفل) مقلوب من (أفعل) .
أبو علي : لو كان كذلك; لجاز فيه التحقيق; كما جاز في {سوءة} [المائدة: 31]; لأن هذا النحو لم يأت ملزما البدل، ولو كان من (وأل) ؛ لجاز تصحيح الفاء من (وؤلى) ، وألا تقلب همزة; لأن العين إذا كانت همزة فخففت; لم تلزم الواو، فصار مثل: {ووري} [الأعراف: 20]، ففي إلزامهم الفاء البدل دليل على أنها واو أبدلت; كما أبدلت في: (وقتك الأواقي) .
ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا أصل (آية) عند
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه : (أيية) ، أعلت العين، والأصل أن تعل اللام وتسلم العين، وهي عند
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي: (آيية) ؛ مثل: فاعلة، حذفت الياء الأولى; لئلا يلزم فيه من الإدغام ما يلزم في (دابة) ، فيثقل، وهي عند
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : (أيية) : (فعلة) ، أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف،
[ ص: 204 ] كما أبدلوها في (ديوان) و (قيراط) .
بعض الكوفيين: هي (فعلة) ، (أيية) ، استثقل التضعيف، فقلبت الياء الأولى ألفا; لانكسارها وتحرك ما قبلها.
اعترض
أبو علي قول
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي بأن قال: لا يخلو أن يكون المحذوف العين أو اللام، ولا يسهل أن تكون العين; لأنها تجري في هذا القبيل مجرى الصحيح، ألا تراها تجري كذلك في باب (عييت) ، و(حييت) ، ولا يجوز حذفها من حيث جاز إعلالها في قول
الخليل ; لأن الإعلال يجوز في أشياء لا يجوز فيها الحذف، والإعلال يجري على اطراد، وليس الحذف كذلك، لا سيما في العينات; لأن الحذف فيه قليل جدا، ولا يكون المحذوف اللام; لأنها لم تحذف على هذا الحد، ولا يقاس على ما قاله
الخليل من قولهم: (ما باليت به بالة) ؛ لأنه شاذ مع أن الحذف قد جرى في فعل (بالة) ، فجرى المصدر مجرى الفعل.
* * *