الإعراب:
أحلت لكم بهيمة الأنعام : أضيفت (بهيمة) إلى (الأنعام) ، وهي تشتمل على الأنعام وغيرها; للاختصاص; ليعلم بالإضافة أن جميع البهيمة لم تدخل في التحليل، ولو قال : (أنعام البهيمة) ; لكان من إضافة البعض إلى الكل; مثل: (خاتم حديد) .
إلا ما يتلى عليكم : استثناء من (بهيمة الأنعام) ; فموضعها نصب، وأجاز
[ ص: 426 ] nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : أن تكون رفعا على البدل، على أن يعطف بـ (إلا) ; كما يعطف بـ(لا) ، ولا يجيزه البصريون إلا في النكرة، أو ما قاربها من الأجناس; نحو: (جاء القوم إلا زيد) .
غير محلي الصيد : حال من المضمر في (أوفوا) ، أو من الكاف والميم في (لكم) .
يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا : حال من (آمين) ، وهو أحسن من كونه صفة.
أبو علي : كما لا أستحسن أن أصفه قبل الإعمال; لمشابهته الفعل، وهو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه; كذلك لا أستحسن أن أصفه بعد الإعمال; لأن مشابهته للفعل قائمة بعد كما كانت قبل.
(فاصطادوا) : من كسر الفاء; احتمل أن يكون راعى ألف الوصل التي تكسر في (اصطادوا) في الابتداء; فعامل الفاء معاملتها; لوقوعها في موضعها، أو يكون راعى ما يجوز من إمالة الألف التي بعد الطاء، ولو أميلت; لجاز أن يتبعها الفاء; فحمل الفاء على ما يجوز فيها في بعض الأحوال; كما قالوا: (صعقي)
[ ص: 427 ] في النسب إلى: (الصعق) ; فأقرت كسرة الصاد مع فتح العين; نظرا إلى ما كان عليه (صعق) من كسرة العين.
وضم الياء في (ولا يجرمنكم) : لغة ، (أجرم) و (جرم) : حكاهما
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي . وتقدم القول في : (شنئان) .
أن صدوكم : من كسر (أن) ; فهي التي للشرط، واستغني عن الجواب بما تقدم; فالمعنى: إن صدوكم; فلا تكسبوا عدوانا.
ومن فتح; فـ (أن) في موضع نصب مفعول له ، و (أن) الثانية مفعولة لـ (جرم) ، والتقدير : ولا يجرمنكم شنآن قوم لأن صدوكم عن
المسجد الحرام الاعتداء، والفتح يدل على أمر قد كان، والآية نزلت عام الفتح سنة ثمان، وصد المشركين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمؤمنين عن البيت كان عام
الحديبية سنة ست.
وقوله: (إلا ما ذكيتم) : (ما) نصب على الاستثناء; المعنى: حرمت عليكم
[ ص: 428 ] هذه الأشياء إلا الشيء الذي أدرك ذبحه منها.
وما علمتم من الجوارح : يحتمل أن يكون التقدير : وأحل لكم صيد ما علمتم من الجوارح، أو: تعليم ما علمتم; فالمضاف محذوف.
(مكلبين) : [حال من التاء والميم في (علمتم) ، و (تعلمونهن) ]: حال من الضمير فيه.
اليوم يئس الذين كفروا من دينكم : نصب (اليوم) على الظرف.
(محصنين) : حال من المضمر المرفوع في (آتيتموهن) .
غير مسافحين ولا متخذي أخدان : يجوز أن يكونا نعتين لـ (محصنين) ، أو حالين من المضمر في (محصنين) ، ولا يكون
ولا متخذي أخدان معطوفا على (محصنين) ; لدخول (لا) معه تأكيدا للنفي، ولا نفي في (محصنين) .
وقوله: (وهو في الآخرة من الخاسرين) : العامل في الظرف محذوف; التقدير :
[ ص: 429 ] وهو خاسر في الآخرة، ودل على المحذوف قوله: (من الخاسرين) ، ولا يتعلق الظرف بـ (الخاسرين) ; فيدخل في الصلة، ويجوز - إن لم تقدر الألف واللام بمعنى (الذي) - أن تعمل في الظرف قوله: (من الخاسرين) .
ومن نصب (وأرجلكم) ; عطف على الوجوه والأيدي.
ومن جر; احتمل أن يكون ما قدمناه من مذهب من رأى نزول النص بالمسح، والغسل بالسنة، واحتمل أن يكون عطف بالغسل على المسح; حملا على المعنى، والمراد: الغسل; كما قال: [من الرجز]
علفتها تبنا وماء باردا
أي: وسقيتها ماء باردا.
وقيل: سمي الغسل مسحا على ما تستعمله العرب من قولهم: (تمسحت للصلاة) .
[ ص: 430 ] وقيل: إن (وأرجلكم) مجرور على الجوار، وفيه بعد; من أجل حرف العطف.
ومن قرأ: (وأرجلكم) ; بالرفع; فعلى الابتداء، والخبر محذوف; كأنه
قال : وأرجلكم تغسل، أو نحوه.
(فاطهروا) ، و (فاطهروا) : متقاربان; لأنهم إذا تطهروا; طهروا.
كونوا قوامين لله شهداء بالقسط : يحتمل أن يكون خبر (كان) قوله: (قوامين) ، و (شهداء) : حال من المضمر في (قوامين) ، ويحتمل أن يكون (شهداء) خبرا ثانيا لـ (كان) ، أو نعتا لـ (قوامين) ، أو بدلا.
وتخفيف الزاي من (عزرتموهم) معناه: حطتموهم، وكفيتموهم، وتقدم القول في التشديد.
و (قاسية) ، و (قسية) : متقاربان، وهما (فاعلة) ، و (فعيلة) ، من القساوة.
ولا تزال تطلع على خائنة منهم : إن جعلت التقدير : على فرقة خائنة; كان الاستثناء من المضمر العائد على الموصوف الذي في (خائنة) ; كأنه قال: على
[ ص: 431 ] قوم يخونون إلا قليلا منهم، وإن جعلت (خائنة) مصدرا; كـ (العافية) ; على معنى: ذي خيانة; كان الاستثناء من الضمير المجرور في (منهم) ، أو من المضاف المحذوف.
يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام أي: إلى سبل السلام; فهو مفعول ثان بحذف الجار.