الإعراب:
(يسرعون) ويسرعون: متقاربان.
سماعون للكذب : قيل: هو خبر ابتداء محذوف، وقيل: التقدير: ومن الذين هادوا فريق سماعون; فيرتفع بالابتداء، وهو الأشبه، ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش: أنه مرتفع بـ (منهم)، وأن الإخبار وقع بأن السماعين منهم، و
يحرفون : صفة لقوله:
سماعون ، وليس بحال من الضمير الذي في
يأتوك ; لأنهم إذا لم يأتوا لم يسمعوا، والتحريف إنما هو ممن يشهد ويسمع، فيحرف، والمحرفون من اليهود بعضهم، لا كلهم; ولذلك كان حمل المعنى على: من الذين هادوا فريق سماعون; أشبه.
يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه :
يقولون : حال من المضمر في
يحرفون .
وتخفيف (السحت) وضمه سواء، وقد تقدم مثله، و (السحت) بالفتح: المصدر من (سحت) .
[ ص: 473 ] (والعين بالعين): من رفع ; فعلى وجهين: أحدهما: أن يكون معطوفا على موضع (أن النفس بالنفس) ; لأن معناه: قلنا لهم: النفس بالنفس، والآخر: الاستئناف، ويجوز أن يكون مرفوعا على العطف على المضمر في (النفس) ; لأن المضمر في (النفس) في موضع رفع; لأن التقدير: أن النفس هي مأخوذة بالنفس; فالأسماء معطوفة على (هي) .
ومن نصب ; عطف على اللفظ.
ومن خص ( الجروح) بالرفع ; فعلى القطع مما قبلها، والاستئناف بها، ومن نصب ; عطف على الأسماء المنصوبة.
وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا : (مصدقا) الأول: حال من
(عيسى)، و (مصدقا) الثاني: معطوف عليه، ويجوز أن يكون حالا من (الإنجيل) .
وهدى وموعظة : معطوفان على قوله: (مصدقا)، ويجوز رفعهما على العطف على قوله: (فيه هدى ونور) .
وليحكم أهل الإنجيل : من قرأه بلام (كي) ; فهي متعلقة بقوله:
[ ص: 474 ] وآتيناه الإنجيل ; أي: وآتيناه الإنجيل ليحكم أهله بما أنزل الله فيه، ومن قرأه على الأمر; فهو كقوله:
وأن احكم بينهم .
ولكن ليبلوكم في ما آتاكم : اللام متعلقة بمحذوف، والمعنى: ولكن جعل شريعتكم واحدة; ليبلوكم.
واحذرهم أن يفتنوك : (أن): بدل من الهاء والميم في (واحذرهم)، وهو بدل الاشتمال، أو مفعول من أجله.
أفحكم الجاهلية يبغون : من رفعه; فعلى معنى: يبغونه; فحذف الهاء، كما حذفها
أبو النجم في قوله: (من الرجز)
قد أصبحت أم الخيار تدعي علي ذنبا كله لم أصنع
فيمن روى (كله) بالرفع.
ويجوز أن يكون التقدير: أفحكم الجاهلية حكم يبغونه؟ فحذف الموصوف.
[ ص: 475 ] ومن قرأ: (أفحكم الجاهلية يبغون) ; فهي راجعة إلى معنى قراءة من قرأ: (أفحكم الجاهلية) ; [إذ ليس المراد نفس الحكم، وإنما المراد الحكم; فكأنه قال: أفحكم حكم الجاهلية يبغون؟])، والمراد بالحكم: الشياع والجنس، إذ لا يراد به حاكم بعينه، وجاز وقوع المضاف جنسا، كما جاز في قوله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=688094«منعت مصر إردبها»، وشبهه.
فترى الذين في قلوبهم مرض : يجوز أن يكون ( ترى) من رؤية العين، و (الذين) في قراءة من قرأ بالتاء: مفعول، و (يسارعون): حال، وقوله: (يقولون): جملة متبعة صلة (الذين) .
ويجوز أن تكون ( ترى) المتعدية إلى مفعولين، فيكون (يسارعون): في موضع المفعول الثاني، و (يقولون): في موضع الحال.
ومن قرأ: (فيرى) ; بالياء; فالفاعل مضمر، دلت عليه الحال، التقدير:
[ ص: 476 ]
فيرى رأيهم، و (الذين): في موضع نصب، ومثل إضمار الفاعل قولك: (إذا كان غدا فائتني) ; أي: إذا كان ما نحن عليه من الحال في غد; فائتني.
أبو علي: يحتمل أن يكون الفاعل: (الذين) ; والمعنى: يرون أن يسارعوا، فحذف (أن)، مثل قوله: [من الطويل ]
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى .....................
قال: ويجوز أن يكون الفاعل اسم الله عز وجل، ومن قرأ بالتاء؛ فالفاعل: المخاطب، و (الذين): مفعول.
(يقول الذين آمنوا ): من قرأ بواو والرفع; عطف جملة على جملة، ومن نصب; عطف على: (أن يأتي) ; التقدير: فعسى الله أن يأتي بالفتح، وأن يقول الذين آمنوا، وقوله: (أن يأتي): بدل من اسم الله تعالى، وهو بدل الاشتمال، ويحتمل أن يكون العطف على المعنى; لأن معنى
فعسى الله أن يأتي بالفتح : [ فعسى أن يأتي الله بالفتح] .
[ ص: 477 ] وفتح الباء من (حبطت): لغة، والكسر هو اللغة المشهورة.
والقول في (من يرتدد): مذكور في الإظهار والإدغام من الأصول.
أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين : نعتان لـ(قوم)، ولو قرئ بنصبهما على الحال أو المدح; لجاز.
(وهم راكعون): حال; أي: يؤتون الزكاة في حال ركوعهم، هذا على قول من جعلها نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه، على ما تقدم في التفسير، ومن جعلها عامة; كان قوله: (وهم راكعون): جملة معطوفة.
(والكفار أولياء): من جر (الكفار) ; عطفه على: (الذين أوتوا الكتاب) ; والمعنى: من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم، ومن الكفار، ففسر الموصول بقوله: (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) ; لأن فرق الكفار الثلاثة قد كان منهم الهزؤ واللعب، فلو فسر الموصول بـ (الكفار) خاصة; لعم الجميع، إلا أنه لما كان الأغلب في (الكفار) أن تستعمل في المشركين; احتيج إلى البيان.
[ ص: 478 ] ومن نصبه ; عطفه على: (الذين اتخذوا) .
(وإذا ناديتم إلى الصلاة): تعدى (نادى) بالجار; لأنه بمنزلة (دعا)، فتعدى تعديه، وقد قال:
ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله [فصلت: 33]، وقال في نادى في موضع آخر:
إذ نادى ربه نداء خفيا [مريم: 3 ].