[ ص: 210 ] يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين يعني: عالمي زمانهم.
واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا أي: لا تقضي، وحقيقته المقابلة، فالمعنى: لا تقابل نفس ذنوب نفس بشيء يدفع به عنها.
ولا يقبل منها شفاعة سميت الشفاعة شفاعة; لأن طالبها يأتي بآخر معه يشفع له، و (الشفع) : هو الزوج.
وهذا عام في اللفظ، خاص في المعنى، خوطب به اليهود; لأنهم زعموا أن آباءهم يشفعون لهم، وبين ذلك قوله تعالى في موضع آخر:
ولا يشفعون إلا لمن ارتضى [الأنبياء: 28]، وقوله:
فما تنفعهم شفاعة الشافعين [المدثر: 48].
وجاءت في الشفاعة آثار كثيرة يطول الكتاب بذكرها،
والشفاعة إنما تكون لأهل الكبائر من أمة
محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=664729شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » ، ولا تكون لمن لا ذنب له، ولا لأهل الصغائر
[ ص: 211 ] كما زعم بعض
المعتزلة ; إذ لا حاجة بالفريقين إلى الشفاعة مع سلامتهم من الكبائر، ولا تكون
الشفاعة لكافر ; بدليل قوله تعالى:
فما تنفعهم شفاعة الشافعين [المدثر: 48]، وقد قال قبله:
وكنا نكذب بيوم الدين [المدثر: 46]، وقد أنكر بعض
المعتزلة [الشفاعة جملة، وهذا رد الكتاب والسنة.
وقوله:
ولا يؤخذ منها عدل أصل (العدل) : المثل، وروي] عن النبي عليه الصلاة والسلام، وغير واحد من المفسرين منهم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، أن (العدل) ههنا: الفدية، و (الفدية) : مماثلة الشيء الشيء.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا: (العدل) : البدل، وهذا راجع إلى الأول.
وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب : (الآل) : الأتباع، وأصله من (آل يؤول) ، فـ (آل الرجل): خاصته الذين يؤول أمرهم إليه في نسب، أو صحبة، أو مذهب.
وأصله: (أول) ، وقيل: (أهل) ، قلبت الهاء همزة، ثم أبدلت الهمزة
[ ص: 212 ] ألفا، وجمعه: (آلون) ، وتصغيره: (أويل) ، فيما حكاه الكسائي، وحكى غيره: (أهيل) ، وجمع (الآل) الذي هو السراب: (أوال) .
و {فرعون} : اسم لملك العمالقة، كـ (قيصر)
للروم، و
(كسرى) للفرس، وكان اسم فرعون
موسى فيما ذكره المفسرون:
الوليد بن مصعب، وقيل:
مصعب بن الريان، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : كان فارسيا من
أهل إصطخر .