الإعراب:
تقدم القول في مثل: (توفاه) و (استهواه).
ومن نصب (الحق) من قوله: (مولاهم الحق); فهو منصوب بإضمار (أعني)، أو على المصدر، ومن جر; فهو صفة لاسم الله تعالى.
(لئن أنجانا): على لفظ الغيبة، و (أنجيتنا): على الخطاب، وهما ظاهران.
وتخفيف (ينجيكم) وشبهه وتشديده قد تقدم القول في مثله.
تدعونه تضرعا وخفية : مصدران، ويجوز أن يكونا حالين على معنى: ذوي تضرع، وذوي خفية، وضم الخاء وكسرها من (خفية): لغتان.
ولكن ذكرى : يجوز أن يكون موضع (ذكرى) نصبا; على معنى: ذكروهم ذكرى، أو رفعا; على تقدير: ولكن الذي تأمرونهم به ذكرى; أو: ولكن عليكم ذكرى; أي: أن تذكروهم.
(وذكر به أن تبسل نفس); أي: كراهة أن تبسل، أو لئلا تبسل في الأرض.
(حيران): حال من (الهاء) في (استهوته)، فيكون في الصلة، أو من (الذي)، فيكون العامل فيها (نرد).
[ ص: 615 ] له أصحاب يدعونه إلى الهدى : صفة لـ (حيران)، و (أصحاب) مرتفع بالظرف، ويجوز أن يكون (له أصحاب) حالا من الضمير في (حيران)، فيكون (أصحاب) على هذا مرتفعا بالابتداء في قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه، وفي (له) ذكر يعود إلى المبتدأ.
ويوم يقول كن فيكون قوله الحق : تقدم نصب (يوم)، وتقدير (فيكون): فهو يكون، ففي (يكون) اسمها مضمرا، وهي تامة، لا تحتاج إلى خبر، وكذلك (كن)، والمضمر ضمير (الصور) المذكور، يراد به التقديم، وقيل: تقدير المضمر: فيكون جميع ما أراد.
وقيل: إن (قوله): (قوله الحق): اسم (يكون)، و (الحق): نعت له، وعلى القول المتقدم يكون (قوله الحق) ابتداء وخبرا.
وله الملك يوم ينفخ في الصور : [يجوز أن يكون نصبه على معنى: وله الملك في ذلك اليوم، ويجوز على هذا التقدير أن يكون مفعولا; كأنه قال: يملك يوم ينفخ في الصور، ويجوز أن ينتصب على تقدير: قوله الحق يوم ينفخ في الصور].
عالم الغيب : خبر مبتدأ محذوف، أو مرتفع بفعل مضمر دل عليه
[ ص: 616 ] (ينفخ)، وقد روي عن بعضهم أنه قرأ: (ينفخ); فيجوز أن يكون الفاعل (عالم الغيب)، ويجوز أن يكون الفاعل الضمير المتقدم في (وله الملك)، ويكون قوله: (عالم الغيب): خبر مبتدأ محذوف.
ومن قرأ: (لأبيه آزر); فهو بدل من (أبيه)، على أنه اسم أبيه، في موضع جر، ومن جعله اسم صنم; فهو منصوب بإضمار فعل; التقدير: أتتخذ آزر؟ أتتخذ أصناما آلهة.
ومن قرأ: (أأزرا); فقيل: إنه اسم صنم; منصوب على تقدير: أتتخذ أزرا، وكذلك: (أئزرا)، ويجوز أن يحمل (آزر) على أنه مشتق من (الأزر); وهو الظهر، فيكون مفعولا له، كأنه قال: أللقوة تتخذ أصناما آلهة؟ ويجوز أن يكون (إزر) بمعنى: (وزر)، أبدلت الواو همزة.
وقوله:
إني أراك وقومك في ضلال مبين يجوز أن يكون من رؤية القلب; لأن الضلال قد يكون اعتقادا لا يرى بالبصر، فيكون (في ضلال مبين) المفعول
[ ص: 617 ] الثاني، ويجوز أن يكون من رؤية البصر، على أنه أراد عبادة الأصنام، وهي مرئية، فيكون (في ضلال مبين) حالا، ويقوي ذلك قوله:
وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض ، فجاء متعديا إلى مفعولين، فلو كان الأول متعديا إلى مفعولين; لتعدى (نري) إلى ثلاثة مفعولين.
ويجوز أن يكون المفعول الثالث محذوفا; كأنه قال: وكذلك نري
إبراهيم ملكوت السماوات والأرض بينا، ونحوه، ويكون (كذلك) على هذا حالا، ويحتمل أن يكون (كذلك) المفعول الثالث.
(فلما رأى الشمس بازغة): دخول الألف واللام في (الشمس)، وهي واحدة لا ثاني لها; لأن شعاعها يقع عليه اسم (شمس)، فاحتيج إلى التعريف حين قصد إلى جرم الشمس، وإذا عرف والمراد: الشعاع; كان على طريق الجنس، أو الواحد من الجنس.