التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

وجعلوا لله شركاء الجن : يجوز أن يكون (الجن) المفعول الأول، و (شركاء): المفعول الثاني: التقدير: وجعلوا لله الجن شركاء، ويجوز أن يكون (الجن) بدلا من (شركاء)، ومفسرا له و (لله) في موضع المفعول الثاني، واللام من قوله: (لله) على القول الأول متعلقة بـ (شركاء)، وعلى القول الثاني متعلقة بـ(جعل).

[ ص: 654 ] ويجوز رفع (الجن) على معنى: وهم الجن.

وقوله: (وخلقهم): من فتح اللام; فهو على ما تقدم في التفسير، ومن أسكنها; فهو على معنى: وجعلوا الجن وخلقهم شركاء لله، و (خلقهم): هو كذبهم، فكأنهم جعلوا الجن شركاء لله، وأكاذيبهم شركاء لأوامره ونواهيه.

وقيل: إن المراد بـ (خلقهم): الأصنام; فيكون المعنى: وجعلوا الجن والأصنام التي عملوها شركاء لله.

وتقدم القول في، معنى (وخرقوا)، ومن قرأ: (وحرفوا); فهو كقوله: يحرفون الكلم عن مواضعه [المائدة: 13]، وهي راجعة إلى معنى قراءة الجماعة; لأن أصلها الانحراف عن القصد.

ومن قرأ: (درست); فمعناه: قرأت الكتب، ومن قرأ: (دارست); فمعناه: دارست أهل الكتب، ومن قرأ: (درست); فمعناه: انمحت [ ص: 655 ] فليس يأتي محمد بغيرها.

ومن قرأ: (دارست); فالمعنى: دارست أمتك أهل الكتاب، ومن قرأ: (درست); جاز أن يكون معناه: درسها محمد، وجاز أن يكون معناه: [عفت وتنوسيت.

ومن قرأ: (درسن); فمعناه: عفون، ومن قرأ: (درس)، جاز أن يكون معناه: قرأ محمد، وجاز أن يكون معناه]: درس ما يقصه; أي: عفا.

ومن قرأ: (عدوا); فهي راجعة إلى معنى قراءة من قرأ: (عدوا)، وهما بمعنى الظلم، ونصبه على أنه مفعول من أجله، وهو مصدر.

وتقدم (وما يشعركم أنها)، و (قبلا) في التفسير.

(وكذلك جعلنا لكل نبيء عدوا شياطين الإنس والجن) : (شياطين): بدل من قوله: (عدوا)، أو مفسر له، ويحتمل أن يكون (شياطين) مفعولا أولا، و (عدوا): مفعولا ثانيا.

وانتصاب (غرورا) على المصدر; لأن معنى (يوحي بعضهم إلى بعض): يغر [ ص: 656 ] بعضهم بعضا.

أفغير الله : منصوب بـ (أبتغي)، و (حكما): منصوب على البيان، أو الحال.

ومن أفرد وتمت كلمت ربك ; فلأن (الكلمة) تستعمل للقليل والكثير، كما تقول للقصيدة: (كلمة)، ومن جمع; فهو الذي عليه المعنى; لأنه يراد به الثواب والعقاب، والوعد والوعيد، وما أشبه ذلك.

صدقا وعدلا : مصدران، ويجوز أن يكونا في موضع الحال; بمعنى: صادقة وعادلة.

إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله : موضع (من) رفع بالابتداء، ولفظها لفظ الاستفهام والتقدير: إن ربك أعلم أي الناس يضل عن سبيله؟ ويجوز أن يكون موضعها نصبا بإضمار فعل دل عليه (أعلم)، وقيل: إن موضعها جر بإضمار الباء، ولا يجوز أن يكون (من) معمول (أعلم); لأن المعاني لا تعمل في مواضع الاستفهام ونحوه، إنما تعمل فيها الأفعال التي تلغى [فتعلق كما تلغى].

وبناء الفعل في (فصل لكم)، و (حرم عليكم) للمفعول; كبنائه للفاعل في المعنى.

[ ص: 657 ] إلا ما اضطررتم إليه : موضع (ما) نصب بالاستثناء.

ومن ضم الياء من ليضلون بأهوائهم ; فمعناه: ليضلون غيرهم، ومن فتح; فمعناه: ليضلون هم أنفسهم.

وقوله: (بأهوائهم): على تقدير حذف المضاف، والتقدير: باتباع أهوائهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية