التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

تلك آيات الكتاب الحكيم : قيل: {تلك} بمعنى: (هذه) ، وقيل: المعنى: تلك التي جرى ذكرها.

مجاهد: المعنى: تلك آيات التوراة والإنجيل، وعنه أيضا: المعنى: تلك آيات القرآن، وهو اختيار الطبري.

والقرآن كالناطق بالحكمة؛ لما فيه من البرهان والبيان؛ فلذلك وصف بـ(حكيم) .

وقوله تعالى: أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم يعني: أهل مكة، [ ص: 324 ] روي أنهم قالوا: لم يجد الله رسولا إلا يتيم أبي طالب، فنزلت الآية.

وقوله تعالى: أن لهم قدم صدق عند ربهم : قال ابن عباس: المعنى: منزل صدق.

الطبري: معنى قدم صدق : عمل صالح.

وقيل: هو السابقة.

الحسن، وقتادة: هو محمد صلى الله عليه وسلم، وعن الحسن أيضا: مصيبتهم في النبي صلى الله عليه وسلم.

مجاهد: سبقت لهم السعادة في الذكر الأول.

وقوله تعالى: ما من شفيع إلا من بعد إذنه : هذا رد على الكفار في قولهم فيما عبدوه من دون الله: هؤلاء شفعاؤنا عند الله [يونس: 18]، فأعلم الله تعالى أن أحدا لا يشفع لأحد إلا بإذنه، فكيف بشفاعة أصنام لا تعقل؟!وقوله تعالى: هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل : قيل: المعنى: وقدرهما، فوحد إيجازا واختصارا؛ كما قال: وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها [الجمعة: 11].

وقيل: إن الإخبار عن القمر وحده؛ إذ به تحصى الشهور التي عليها العمل في المعاملات ونحوها.

وقوله تعالى: إن الذين لا يرجون لقاءنا أي: لا يخافون، وقيل: المعنى: لا يرجون ثواب لقائنا.

[ ص: 325 ] قال بعض العلماء: لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد.

وقال بعضهم: بل يقع بمعناه في كل موضع دل عليه المعنى.

ومعنى: واطمأنوا بها : سكنوا إليها.

وقوله تعالى: يهديهم ربهم بإيمانهم : قال مجاهد: يجعل لهم نورا يمشون به، وقيل: المعنى: يهديهم لدينهم بإيمانهم.

تجري من تحتهم الأنهار أي: من دونهم، ومن بين أيديهم.

وقوله تعالى: دعواهم فيها سبحانك اللهم أي: دعاؤهم فيها تنزيه ربهم عن السوء.

وتحيتهم فيها سلام أي: يحيي بعضهم بعضا بالسلام، وحكى سيبويه: (الدعوى) بمعنى: الدعاء، ومعنى قول أحدهم لصاحبه: {سلام} ؛ أي: سلمت مما ابتلي به أهل النار، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن أهل الجنة يلهمون الحمد والتسبيح، كما يلهمون النفس".

التالي السابق


الخدمات العلمية