وقوله تعالى: قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات أي: كل سورة منها مثل سورة منه.
وقوله:
فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنـزل بعلم الله أي: الله عالم بإنزاله، وأنه حق من عنده.
وقيل: المعنى: فاعلموا أن ما فيه من الإخبار عن الغيوب دليل على أنه من عند الله.
والضمير في {لكم} للمؤمنين، وفي {فاعلموا} للجميع؛ أي: فليعلم الجميع أنما أنزل بعلم الله، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد.
وقيل: هما للمشركين؛ والمعنى: فإن لم يستجب لكم من تدعونه إلى المعاونة، ولا تهيأت لكم المعارضة؛ فاعلموا أنما أنزل بعلم الله.
وقيل: الضمير في {لكم} للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، وفي {فاعلموا} للمشركين.
[ ص: 385 ] وقيل: هو كله للنبي صلى الله عليه وسلم، وخوطب بخطاب الجميع تعظيما له.
وأن لا إله إلا هو أي: واعلموا أن لا إله إلا هو.
وقوله:
من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها : الآيتين: هذا عام في اللفظ، خاص في الكفار؛ بدليل قوله:
أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار ، وقد تقدم نظائره.
وقوله تعالى:
أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه : [قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة، وغيرهما: المعنى: أفمن كان على بينة من ربه كمن يريد الحياة الدنيا وزينتها؟
والمراد في قوله:
أفمن كان على بينة من ربه النبي صلى الله عليه وسلم، والهاء في {ربه} تعود عليه.
وقوله:
ويتلوه شاهد منه : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وغيره: (الشاهد) :
جبريل عليه السلام، فالهاء في {منه} لله تعالى.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: (الشاهد) : ملك مع النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى يحفظه.
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه، وغيره: (الشاهد) : لسانه؛ فالمعنى: ويتلو القرآن شاهد من
محمد صلى الله عليه وسلم؛ وهو لسانه.
وقيل: إن الذي على بينة من ربه: من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم، ويتلوه شاهد من الله تعالى؛ وهو النبي صلى الله عليه وسلم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين بن علي رضي الله عنه،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد. [ ص: 386 ] وقيل: (الشاهد) : الإنجيل، يتلو القرآن بالتصديق، فالهاء في {منه} لله تعالى، وقوله:
ومن قبله كتاب موسى [على هذا معناه: ومن قبل الإنجيل كتاب
موسى]. nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: المعنى: ويتلوه من قبله كتاب
موسى؛ لأن النبي صلى الله عليه موصوف في التوراة والإنجيل.
وقيل: (الشاهد) : إعجاز القرآن، فالهاء في {منه} للقرآن.
وهي في
يؤمنون به يجوز أن تكون للقرآن، ويجوز أن تكون للنبي صلى الله عليه وسلم.
ومن قرأ: {ومن قبله كتاب موسى} ؛ بالنصب؛ فهو معطوف على الهاء في {يتلوه} ؛ والمعنى: ويتلو كتاب
موسى جبريل عليه السلام؛ أي: يقرؤه، وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: المعنى: ومن قبله تلا
جبريل كتاب
موسى على
موسى، ويجوز على ما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا من هذا القول: أن يرفع {كتاب} على أن يكون المعنى: ومن قبله كتاب
موسى كذلك؛ أي: تلاه
جبريل عليه السلام على
موسى؛ كما تلا القرآن على
محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن يكفر به من الأحزاب يعني: من الملل كلها، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة. وقوله:
ويقول الأشهاد يعني: الملائكة الحفظة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، وغيره.
[ ص: 387 ] nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: هم الأنبياء والمرسلون.
وقيل: الملائكة، والأنبياء، والعلماء.
وقوله تعالى:
أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض أي: بهرب ولا استخفاء من الله تعالى إذا أراد عقابهم، [وخص الأرض على ما جرت به عادتهم من قولهم: (لا وزر لك مني، ولا نفق، ولا معقل) ، فأخبر أن جميع ما في الأرض لا يمنعهم منه].
يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون : قيل: إن {ما} نافية، فالوقف على {العذاب} على هذا كاف؛ والمعنى: ما كانوا يستطيعون في الدنيا أن يسمعوا سمعا ينتفعون به، ولا أن يبصروا إبصار مهتد.
[وقيل: المعنى: ما كانوا يستطيعون أن يسمعوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أن ينظروا إليه؛ لشدة عداوتهم إياه.
وقيل: إن الإخبار بذلك عن آلهتهم].
[ ص: 388 ] وقيل: إن {ما} ظرف؛ والمعنى: يضاعف لهم العذاب أبدا؛ أي: وقت استطاعتهم السمع والبصر، والله تعالى يجعلهم في جهنم مستطيعي ذلك أبدا.
وقيل: المعنى: يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع، وبما كانوا يبصرون، ولم يستعملوا ذلك في استماع الحق وإبصاره.
وقوله تعالى:
لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون : معنى
لا جرم عند
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه: حق، فــ{لا} و {جرم} كلمة واحدة تبنى على الفتح.
وعن
الخليل أيضا: أن معناها: لا بد، ولا محالة.
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي: معناها: لا صد، ولا منع.
وقيل: معناه: لا قطع عن أنهم في الآخرة هم الأخسرون، وأصل {جرم} من معنى القطع.
وقيل: المعنى: لا قطع قاطع عن ذلك، فحذف الفاعل حيث كثر استعماله، فصار كالمثل.
[ ص: 389 ] وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج إلى أنه لا رد لما قالوه، و {جرم} بمعنى: كسب؛ أي: كسب ذلك الفعل لهم الخسران.
وقوله:
وأخبتوا إلى ربهم : معنى: {أخبتوا} في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: أنابوا، وفي قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: اطمأنوا، وفي قول
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: خشعوا وخضعوا.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: (الإخبات) : الخشوع؛ للمخافة الثابتة في القلب.
وأصل (الإخبات) : الاستواء، من (الخبت) ؛ وهو الأرض المستوية الواسعة، فـ (الإخبات) : الخشوع، والاطمئنان، والإنابة إلى الله تعالى، المستمر على ذلك على استواء.
ومعنى:
إلى ربهم : لربهم.