وقوله:
قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح أي: ليس على دينك، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وغيره: لم تبغ امرأة نبي قط.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن: لم يكن ابنه.
[ ص: 406 ] nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: إنما ولد على فراشه، فنسب إليه.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: يدل على ذلك:
فلا تسألن ما ليس لك به علم .
وقيل: إن معنى
ليس من أهلك : ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم.
ويجوز أن يكون معنى
إنه عمل غير صالح : إن ابنك ذو عمل غير صالح؛ فحذف المضاف، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج، وغيره.
[ويجوز أن تكون الهاء للسؤال، ويكون المعنى: إن سؤالك إياي ما ليس لك به علم عمل غير صالح]، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي، وغيرهما.
ومن قرأ: {عمل غير صالح} ؛ فالمعنى: إن ابنك عمل عملا غير صالح.
وقوله:
إني أعظك أن تكون من الجاهلين : نبهه الله عز وجل على ألا يسأل عما طوى عنه علمه.
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: المعنى: إني أعظك أن تبلغ بك الجهالة أن تظن أني لا
[ ص: 407 ] أفي بوعد وعدتك به حتى تسألني ما ليس لك به علم؛ فاستغفر
نوح من مسألته.
قيل يا نوح اهبط بسلام منا أي: اهبط من السفينة.
وقوله:
وعلى أمم ممن معك : قيل: دخل في هذا كل مؤمن إلى يوم القيامة، ودخل في قوله:
وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم كل كافر إلى يوم القيامة، روي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب؛ والتقدير على هذا: وعلى ذرية أمم ممن معك، وذرية أمم سنمتعهم.
تلك من أنباء الغيب أي: تلك القصص.
وقوله:
وإلى عاد أخاهم هودا أي: وأرسلنا إلى
عاد أخاهم
هودا، معطوف على
أرسلنا نوحا .
يرسل السماء عليكم مدرارا أي: بالمطر؛ والمعنى: يتبع بعضه بعضا، فهو على معنى التكثير؛ كقولهم: (امرأة مذكار) ؛ إذا كانت تلد الذكور، وأكثر ما يأتي (مفعال) من (أفعل) ، وقد جاء ههنا من (فعل) ؛ لأنه من (درت السماء تدر، وتدر) ، فهي (مدرار) .
وقوله:
ويزدكم قوة إلى قوتكم أي: شدة إلى شدتكم.
وقيل: إنهم أقاموا ثلاث سنين ولم يولد لهم، فقيل لهم: إن آمنتم أحيا الله بلادكم، ورزقكم الولدان، فتلك القوة.
[ ص: 408 ] nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: المعنى: يزدكم قوة في النعم.
وقوله:
إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء أي: أصابك بعض أصنامنا بجنون؛ لسبك إياها، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وغيره.
فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون أي: كيدوني أنتم وآلهتكم، وهذا
من أعلام النبوة.
وقوله:
ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها : (الناصية) : مقدم شعر الرأس، وخصت بالذكر؛ لكثرة استعمال العرب ذلك فيها.
ويقال: إن أصل ذلك: أنهم كانوا يجزون ناصية الأسير الذي يمنون عليه؛ فقالوا لذلك: (ناصية فلان بيدي) ؛ أي: أنا أملكها.
وقوله:
إن ربي على صراط مستقيم : قيل: معناه: إن أمر ربي في تدبيره لخلقه لعلى صراط مستقيم؛ لأنه جار على طريق الاستقامة، لا خلل فيه، ولا اضطراب.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: المعنى: أنه على الحق، يجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، ولا يقبل إلا الإيمان به.
وقوله:
فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم أي: فإن تولوا؛ فقل لهم: قد أبلغتكم.
[ ص: 409 ] وقوله:
ولا تضرونه شيئا أي: إن أراد إهلاككم؛ لم تقدروا أن تضروه شيئا.
وقيل: المعنى: لا يضره إهلاككم شيئا، ولا ينقصه.
إن ربي على كل شيء حفيظ أي: يحفظني من أن ينالني منكم سوء، وقيل:
حفيظ لأعمال العباد.
وقوله تعالى:
نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا يعني: ما عذب به قومه في الدنيا،
ونجيناهم من عذاب غليظ يعني: عذاب الآخرة.
وقوله:
وعصوا رسله يعني:
هودا ومن سواه من الأنبياء عليهم السلام؛ لأن من عصى رسولا واحدا؛ فقد عصى جميع الرسل.
واتبعوا أمر كل جبار عنيد : (العنيد) : الطاغي.
وقوله تعالى.
وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة أي: ألحقوها،
ويوم القيامة أي: وأتبعوا يوم القيامة مثل ذلك، فالتمام على قوله:
ويوم القيامة .
ألا إن عادا كفروا ربهم أي: كفروا بربهم، وقيل: المعنى: كفروا نعمة ربهم.
وقوله تعالى:
وإلى ثمود أخاهم صالحا أي: وأرسلنا إلى
ثمود أخاهم
صالحا. هو أنشأكم من الأرض يعني: خلقه
آدم من تراب.
واستعمركم فيها أي: أعمركم؛ أي: جعلها لكم طول أعماركم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، وغيره.
وتقدم القول في معنى
إن ربي قريب مجيب .
[ ص: 410 ] وقوله:
قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أي: كنا نرجو أن تكون فينا سيدا.
وقوله:
فمن ينصرني من الله إن عصيته أي: لا ينصرني منه إن عصيته أحد، فاللفظ لفظ الاستفهام، والمعنى النفي.
فما تزيدونني غير تخسير : [أي: ما تزيدونني بعذركم بعبادة آبائكم الأصنام غير تخسير لكم؛ أي]: أنكم تخسرون حظوظكم من رحمة ربكم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد.
وإنما قال: {تزيدونني} ؛ لأنهم يعطونه بذلك العذر.
وقيل: المعنى: ما تزيدونني إن أجبتكم إلى ما تدعونني إليه غير تخسير.
وتقدم ذكر عقر الناقة.
وقوله تعالى:
فيأخذكم عذاب قريب : قيل: قريب من عقرها، وقيل: قريب غير بعيد.
وقوله:
فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام أي: في بلادكم، وقال لهم
صالح فيما روي:
علامة العذاب أن تصبح وجوهكم في اليوم الأول مصفرة، وفي الثاني محمرة، وفي الثالث مسودة.
وقوله تعالى:
ومن خزي يومئذ أي: ونجيناهم من خزي يومئذ؛ أي: من فضيحته وذلته.
[ ص: 411 ] وقوله:
وأخذ الذين ظلموا الصيحة : جاء مذكرا على معنى: الصياح.