التفسير:
(الفتى) في كلام العرب: الغلام الشاب، والمرأة (فتاة).
وقوله:
قد شغفها حبا أي: دخل حبه في شغافها، عن مجاهد، وغيره.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: (الشغاف): باطن القلب.
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي، nindex.php?page=showalam&ids=12078وأبو عبيدة: (شغاف القلب): غلافه؛ وهو جلدة عليه.
وقيل: هو وسط القلب.
ومن قرأ بالعين غير معجمة؛ فالمعنى: قد وصل حبه إلى قلبها، فكاد يحرقه لحدته، وأصله: من البعير يهنأ بالقطران فيصل ذلك إلى قلبه.
وقوله: فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن : روي: أنها استكتمتهن ذلك، فأفشينه، فأرادت أن توقعهن فيما وقعت فيه.
وقيل: سمي ذلك مكرا؛ لأنهن فعلنه لتريهن
يوسف.
وقوله تعالى:
وأعتدت لهن متكأ : {أعتدت}: (أفعلت) من (العتاد)،
[ ص: 495 ] وكل ما اتخذ عدة فهو عتاد.
و (المتكأ) في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: المجلس.
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير: الطعام والشراب، وحقيقته: ما يتكأ عليه لطعام أو شراب من نمرقة وغيرها، وهو (مفتعل)، وأصله (موتكأ).
ومن قرأ: {متكا} ؛ فمعناه في قول
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: الزماورد، وقيل: الأترج، واحدته: (متكة).
وقوله:
وآتت كل واحدة منهن سكينا يعني: لتقطيع الفاكهة التي أعدتها لهن.
وقوله تعالى:
فلما رأينه أكبرنه أي: أعظمنه وأجللنه، وقال بعض المفسرين: معناه: حضن، وأنشد في ذلك: [من البسيط]
يأتي النساء على أطهارهن ولا يأتي النساء إذا أكبرن إكبارا
[ ص: 496 ] وأنكر ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة وقال: ليس ذلك في كلام العرب، لكن يجوز أن يكن حضن من شدة إعظامهن له.
وقوله:
وقطعن أيديهن : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: قطعنها حتى ألقينها، وقيل: خدشنها.
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة: {أيديهن}: أكمامهن.
وقوله تعالى:
وقلن حاش لله : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: أي: معاذ الله، واشتقاقه من (الحشى) ؛ وهو الناحية؛ وكأن المعنى: أن السوء في ناحية بعيدة من الله تعالى.
وقوله:
ما هذا بشرا : توهمنه من الملائكة، وأبعدن أن يكون من البشر، وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=103668 (أن يوسف وأمه أعطيا شطر الحسن). قالت فذلكن الذي لمتنني فيه أي: في حبه، و (ذلك) بمعنى: هذا، وهو اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري.
وقيل: (الهاء) للحب، و (ذلك) على بابه؛ والمعنى: ذلكن الحب الذي لمتنني فيه؛ أي: حب هذا هو ذلك الحب.
وليكونا من الصاغرين أي: الأذلاء.
وقيل: إن قولها هذا إنما كان قبل تخريق القميص، فوقع مؤخرا.
[ ص: 497 ] وقوله:
قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: يعني: ما كان من عون النسوة إياها في ذلك.
ومعنى
أصب إليهن : أمل إليهن.
وأكن من الجاهلين أي: ممن يستحق صفة الذم بالجهل، وفي هذا دليل على قبح الجهل.
وقوله تعالى:
فاستجاب له ربه أي: أجابه [وهو القول من
يوسف عليه السلام على وجه الخضوع والتسليم].
ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه : معنى {بدا}: ظهر، وهو مذكور في الإعراب.
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: كان سبب حبس
يوسف في السجن أن امرأة العزيز شكت إلى
العزيز أنه شهرها ونشر خبرها، والضمير في {لهم} للملك.
وقوله:
حتى حين : قيل: سنة، وقيل: سبع سنين.
وقوله:
ودخل معه السجن فتيان : قيل: كانا غلامي ملك
مصر الأكبر، وكان أحدهما صاحب طعامه، والآخر صاحب شرابه، رفع إلى الملك -فيما ذكره المفسرون-: أن صاحب طعامه عزم على أن يسمه، وأن الآخر مالأه على
[ ص: 498 ] ذلك، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة.
وقوله تعالى:
قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا يعني: عنبا؛ والمعنى: ما يكون خمرا، والذي قال ذلك: ساقي الملك.
وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه : قيل: يعني بقوله: {خبزا}: ثريدا.
وقوله:
إنا نراك من المحسنين : قيل: إنه كان في السجن يداوي المرضى، ويعزي المحزونين، ويعين المظلومين، ويجتهد في العبادة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، وغيره.
وقيل: المعنى: ممن يحسن عبارة الرؤيا.
وقيل: المعنى: إنا نراك من المحسنين إن نبأتنا بتأويل ما رأينا.
وقوله تعالى:
قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما : (التأويل) ما يؤول إليه أمر الشيء.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: المعنى: لا يأتيكما طعام ترزقانه في منامكما إلا نبأتكما بتأويله في اليقظة.
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج: كان الملك إذا أراد قتل أحد؛ صنع طعاما، فأرسل به إليه؛ فالمعنى: لا يأتيكما طعام ترزقانه في اليقظة.
[ ص: 499 ] nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: كان يخبرهما بما غاب؛
كعيسى عليه السلام.
وقيل: إنما دعاهما بذلك إلى الإسلام، وجعل المعجزة التي يستدلان بها إخبارهما بالغيوب.
وقوله تعالى:
إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله الآية؛ يعني: الملك وأصحابه.