الإعراب:
تقدم {شغفها}، و {متكئا}، و {متكا}، ومن قرأ: {متكا} ؛ فيجوز أن يكون أبدل الهمزة ألفا؛ للتخفيف على غير قياس، ثم حذفت الألف؛ لسكونها، وسكون التنوين، ويجوز أن يكون من قولك: (أوكيت السقاء) ؛ إذا شددته؛ فكأن المتكئ يعتمد على المتكأ عليه؛ كاعتماد الشيء المشدود على ما شده؛ فيرجع إلى معنى {متكئا} المهموز، ويكون كـ (متقى) من (وقيت)، و (متلى) من (وليت).
ومن قرأ: {متكاء} ؛ جاز أن يكون على إشباع فتحة الكاف من
[ ص: 508 ] قوله: {متكئا}.
وقوله:
حاش لله : الأصل فيه: (حاشا) ؛ بالألف، فمن حذف الألف؛ جعل اللام في {لله} عوضا منها، وهي في قول أكثر النحويين فعل، فهو (فاعل) من (الحشى) ؛ وهو الناحية، واستشهد المبرد على ذلك بقول
النابغة: [من البسيط]
..................... ولا أحاشي من الأقوام من أحد
وأجاز كونها حرفا، وقال كثير من النحويين: هي حرف جر، وقال بعضهم: (حاشا) حرف، و (أحاشي): فعل أخذ من الحرف، وبني كما بني من الجملة التي هي (لا إله إلا الله): (هلل)، ومن (بسم الله الرحمن الرحيم): (بسمل)، ويدل على كون {حاش} فعلا وقوع حرف الجر بعدها، وحكى
أبو زيد عن أعرابي: (اللهم اغفر لي ولمن سمع، حاشى الشيطان وأبا الأصبغ)، فنصب بها.
ومن أسكن الشين؛ فكأنه لما حذف الألف أتبعها الفتحة؛ إذ الألف منها تنشأ، فحذفت الألف والفتحة التي تصحبها؛ كما يحذف تفشي الشين معها،
[ ص: 509 ] وإطباق الطاء، وما أشبه ذلك، والقول في الجمع بين الساكنين في هذه القراءة؛ كالقول في: {ومحياي} [الأنعام: 162] المتقدم.
ومن جر اسم الله تعالى بعدها بغير لام؛ فعلى أنها حرف.
ومن قرأ: {ما هذا بشرى} ؛ جاز أن يكون المعنى: ما هذا بمشترى؛ أي: ما ينبغي لمثل هذا أن يباع، فوضع المصدر موضع اسم المفعول؛ كما قال تعالى:
أحل لكم صيد البحر [المائدة: 96]؛ أي: مصيده، وشبهه كثير.
ويجوز أن يكون المعنى: ما هذا بثمن؛ أي: مثله لا يقوم بشيء، ولا يثمن؛ فيراد بـ(الشرى) على هذا: المفعول؛ أي: الثمن المشترى به؛ كقولك: (ما هذا بألف) ؛ إذا نفيت قول القائل: (هذا بألف)، والباء على هذا متعلقة بمحذوف هو الخبر؛ لأنه قال: ما هذا مقدرا بشرى.
وكسر اللام من {ملك} على أنه يراد به ملك من ملوك الدنيا قائل به: ما هذا بشرى؛ الذي معناه: ما هذا بعبد مشترى.
[ ص: 510 ] ولئن لم يفعل ما آمره : يجوز أن يكون معناه: ما آمره به، فحذف الجار، فصار (ما آمرهوه)، فاتصل ضمير الغائب بضمير الغائب؛ فحذف الأول من الصلة؛ كما حذف من قوله:
أهذا الذي بعث الله رسولا [الفرقان: 41]؛ والتقدير: أهذا الذي بعثه الله رسولا؟! ويجوز أن يكون المعنى: ولئن لم يفعل مأموره، فسمى المأمور بـ(الأمر) ؛ كقولك: (هذا درهم ضرب الأمير)، وشبهه.
قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه : [أي: مكث السجن أحب إلي] مما يدعونني إليه؛ فحذف المضاف؛ لأن {السجن} هو موضع الحبس، فيجب أن يقابل الحدث بحدث، هذا على قراءة من كسر، ومن فتح؛ لم يحتج إلى حذف؛ لأن {السجن} مصدر.
ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين : يجوز أن يكون {ليسجننه} في موضع الفاعل، ويكون المعنى: بدا لهم أن يسجنوه، فالفاعل
[ ص: 511 ] محذوف قام {ليسجننه} مقامه، ويجوز أن يكون فاعله المصدر الذي دل عليه {بدا} ؛ التقدير: ثم بدا لهم بداء.
أبو علي: دخلت اللام في {ليسجننه} ؛ لأن
بدا لهم بمنزلة (علمت) ؛ لأن معناه: ظهر لهم ما لم يكن ظاهرا قبل، فصار بمنزلة قولك: (علمت لتأتين)، ولا يمتنع جريه مجراه وإن لم يتعد إلى مفعولين.
وهو فعل مذكر، لا فعل مؤنث، ولو كان فعلا مؤنثا؛ لكان: {ليسجنانه}، ويدل على ذلك قوله: {لهم}، ولم يقل: (لهن) ؛ فكأنه أخبر عن النسوة وأعوانهن؛ فغلب المذكر.
وقوله: {فيسقى ربه خمرا}: معنى هذه القراءة: أنه يسقى من الخمر ما يرويه، وتقدم معنى قراءة الجماعة.
وتقدم معنى
وادكر بعد أمة .
[ومن قرأ: {بعد أمه}]؛ أراد: بعد نسيان.
[ ص: 512 ] ومن قرأ: {بعد إمة} ؛ أراد بعد نعمة؛ أي: بعد أن أنعم عليه بالنجاة.
و (الدأب)، و (الدأب): لغتان، ويجوز أن تكون الهمزة فتحت؛ لأنها حرف حلق.
والقول في {تعصرون} و {يعصرون}: ظاهر، ومن قرأ {يعصرون} ؛ فمعناه: يمطرون، قاله قطرب، فيجوز أن يكون مأخوذا من (العصرة) ؛ وهي المنجاة، ويجوز أن يكون مأخوذا من قولك: (عصرت السحابة ماءها).
وفي
حيث يشاء و {نشاء}: ظاهر.
* * *