[ ص: 547 ] الإعراب:
من ضم الراء من قوله:
روح الله ؛ فالمعنى: من الروح التي خلقها الله تعالى؛ يعني: روح
يوسف، ومن فتحها فالمعنى: من رحمة الله، وهو أشبه؛ لقوله:
إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون .
ومن قرأ: {إنك لأنت يوسف} على الخبر؛ جاز أن يكون معناه الاستفهام، وجاء بلفظ الخبر، وجاز أن يكون خبرا؛ كأنهم لما قال لهم:
هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون عرفوه، فقالوا له: إنك لأنت
يوسف.
وقوله:
إنه من يتق ويصبر : من أثبت الياء؛ احتمل أن يكون جعل {من} بمعنى: (الذي)، وجزم {ويصبر} حملا على المعنى؛ لأن {من} وإن كانت بمعنى: (الذي) ؛ ففيها معنى الشرط؛ كما قال:
فأصدق وأكن من الصالحين [المنافقون:10]، فجزم على الحمل على موضع {فأصدق}، ويجوز أن يكون حذف ضمة {ويصبر} استخفافا، كما حذفها
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو في {يأمركم} [البقرة:67]، وبابه.
ويجوز أن تكون {من} للشرط، وأشبعت كسرة القاف، فتولدت منها الياء، أو يكون جعل علامة الجزم حذف حركة الياء؛ كالصحيح؛ كما قال: [من الوافر]
[ ص: 548 ] ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد
وقراءة الجماعة ظاهرة.
وقوله:
لا تثريب عليكم اليوم : {اليوم}: ظرف، وهو خبر لـ(التثريب)، و (على): متعلقة بمضمر هو صفة لـ {تثريب} ؛ والتقدير: لا تثريب ثابت عليكم، فـ (ثابت) المحذوف هو العامل في {اليوم}.
ويجوز أن يكون {عليكم} خبرا عن {تثريب}، و {اليوم}: منصوب بالمحذوف الذي تعلقت به (على).
و
يغفر الله لكم : مستأنف.
وقوله:
فاطر السماوات والأرض : انتصب على النعت للنداء، وهو {رب}، ويجوز أن يكون نداء ثانيا.
ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك : يجوز أن يكون [{ذلك} بمعنى: (الذي)، و {نوحيه}: الخبر، وموضعه رفع بالابتداء؛ والتقدير: الذي من أنباء الغيب نوحيه إليك.
ويجوز أن يكون] {ذلك} ابتداء، وليس بمعنى: (الذي)، والخبر:
من أنباء الغيب [ ص: 549 ] ، ويكون
نوحيه إليك خبرا ثانيا.
وقوله:
وكأين من آية في السماوات والأرض : من رفع {والأرض} ؛ فعلى الابتداء، ومن نصب؛ فبإضمار فعل، والوقف في هاتين القراءتين على {السماوات}.
وقوله:
أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني : {أنا}: يجوز أن تكون تأكيدا للمضمر في {أدعو}، ويجوز أن يكون
أنا ومن اتبعني : ابتداء، والخبر:
على بصيرة .
والقراءات المذكورة في {فننجي} ظاهرة.
وقوله:
ولكن تصديق الذي بين يديه : النصب على معنى: ولكن كان تصديق الذي بين يديه، والرفع على معنى: ولكن هو تصديق الذي بين يديه.
هذه السورة مكية، وعددها: مئة آية، وإحدى عشرة آية، بغير اختلاف.
* * *