التفسير:
[قوله عز وجل:
أفمن يعلم أنما أنـزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى ]: هذا
مثل [ ص: 577 ] ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر، ويروى: أنها
نزلت في nindex.php?page=showalam&ids=135حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وأبي جهل لعنه الله.
وقوله:
والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: هو الإيمان بالنبيين كلهم.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: هو صلة النبي
محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل: هو
صلة الأرحام. وأقاموا الصلاة يعني: الصلوات الخمس.
وقوله:
وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يعني: الزكاة المفروضة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. ويدرءون بالحسنة السيئة أي: يدفعون إساءة من أساء إليهم، بالإحسان.
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: يدفعون الشر بالخير.
وقيل: معناه: أنهم إذا هموا بسيئة رجعوا عنها، واستغفروا.
وقيل:
يدفعون الشرك بشهادة أن لا إله إلا الله.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء: يدفعون إساءة من أساء إليهم بالسلام.
وقوله:
أولئك لهم عقبى الدار : قيل: معناه أعقبهم الله الجنة من دارهم في النار لو لم يكونوا مؤمنين.
وقيل: المعنى: لهم عقيب طاعة ربهم في الدنيا الجنة في الآخرة.
[ ص: 578 ] ثم فسر
عقبى الدار بقوله:
جنات عدن يدخلونها الآية؛ يريد: أنهم يدخلون بالأعمال، لا بالأنساب.
وقوله:
سلام عليكم بما صبرتم أي: تقول لهم الملائكة: سلام عليكم بما صبرتم على عمل الطاعة، والانتهاء عن المعصية، ومعنى
سلام عليكم : سلمكم الله، فهو خبر معناه: الدعاء، والباء في
بما صبرتم : متعلقة بمعنى
سلام عليكم ، على ما تقدم، ويجوز أن تتعلق بمحذوف؛ أي: هذه الكرامة بصبركم.
وقوله:
فنعم عقبى الدار [أي: فنعم عقبى الدار] الجنة من النار.
وقوله في خبر أهل النار:
ولهم سوء الدار أي: لهم من الدار الآخرة ما يسوءهم؛ وهو النار.
وقوله:
الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر أي: يوسع ويضيق؛ ومعناه: أن المشركين فرحوا بالتوسعة عليهم في الدنيا، ولم يعلموا أن متاع الدنيا في الآخرة قليل.
وقوله:
وفرحوا بالحياة الدنيا : معطوف على
ويفسدون في الأرض ، وفي الآية تقديم وتأخير؛ التقدير: والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل، ويفسدون في الأرض، وفرحوا بالحياة الدنيا، وما الحياة
[ ص: 579 ] الدنيا في الآخرة إلا متاع، أولئك لهم اللعنة، ولهم سوء الدار، ثم ابتدأ:
الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر .
ومعنى {متاع}: أنها يستمتع بها، ثم تذهب.
وقوله تعالى:
ويهدي إليه من أناب أي: رجع، والهاء للحق، أو للإسلام، أو لله عز وجل؛ على تقدير: إلى دينه، وقيل: هي للنبي عليه الصلاة السلام.
ومعنى
وتطمئن قلوبهم بذكر الله أي: تسكن، وتستأنس، بتوحيد الله تعالى.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة: بأمر الله تعالى وقضائه.
وقوله:
ألا بذكر الله تطمئن القلوب يعني: قلوب المؤمنين.