ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم : (أنتم): مبتدأ، و (تقتلون): الخبر، (هؤلاء): تخصيص للمخاطبين لما نبهوا على الحال التي هم عليها مقيمون، قاله
ابن كيسان.
وقيل: (هؤلاء): خبر (أنتم)، (تقتلون): حال من (أولاء) لا يستغنى عنها، ولم يستغن عن حال المبهم، كما لم يستغن عن نعته.
وقيل: (هؤلاء): نصب بإضمار: (أعني).
وقيل: (هؤلاء) بمعنى: (الذين)، وهو خبر (أنتم)، وما بعده صلة له.
وقيل: إن (هؤلاء) منادى، ولا يجيز هذا سيبويه.
والتخفيف والتشديد في (تظاهرون) ظاهر الوجه.
وإن يأتوكم أسارى : (أسرى) جمع أسير، و (أسير) بمعنى: مأسور،
[ ص: 291 ] والباب في تكسيره إذا كان كذلك (فعيل).
و (أسارى) على التشبيه بـ(كسالى)، كما قالوا: (كسلى) تشبيها بـ (أسرى).
ومن قرأ (تفدوهم) ؛ فلأنه من اثنين، وفي الكلام تقدير حذف المفعول الثاني بحرف الجر، التقدير: تفادوهم بالمال وغيره.
و (تفدوهم) صيغ للواحد، وهو راجع إلى معنى الأول، وفيه أيضا تقدير حذف المفعول، كالأول.
و
وهو محرم عليكم إخراجهم : (هو): مبتدأ، وهو كناية عن الإخراج، أو عن الأمر، كما قدمناه؛ فإن كان كناية عن الإخراج؛ جاز أن يكون الخبر قوله: (محرم)، و (إخراجهم) بدل من (هو) وإن كان كناية عن الأمر؛ فـ (الإخراج): مبتدأ ثان، و (محرم): خبره، والجملة خبر عن (هو)، وفي (محرم) ضمير ما لم يسم فاعله يعود على (الإخراج).
ويجوز أن يكون (محرم) مبتدأ، ولا ضمير فيه، و (إخراجهم): مفعول ما لم يسم فاعله، يسد مسد خبر (محرم)، والجملة خبر عن (هو).
وأجاز الكوفيون كون (هو) ههنا عمادا
[ ص: 292 ] .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : لأن الواو ههنا تطلب الاسم، وكل موضع تطلب فيه الاسم؛ فالعماد فيه جائز، ولم يجزه البصريون.
ويوم القيامة يردون : (يوم): منصوب بـ (يردون) والقول في الياء والتاء ظاهر، فلا حاجة بنا إلى ذكره، ولا إلى ذكر أمثاله.
وإسكان السين من: (بالرسل) استثقال لتوالي الضمتين، واختصاص
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو المضاف إلى جماعة مكنين بالتخفيف؛ لأنه يتوالى فيه أربع حركات وذلك مستثقل؛ ولذلك لا يقع إلا في الشعر.
وأيدناه بروح القدس من قرأ: (آيدناه) ؛ فهو (أفعلناه) من (الأيد) ؛ وهو القوة، والأصل: (أأدناه)، وصحت العين كما تصح في نحو: (أغيلت)، ولو أعل على حد (أقتت) [المرسلات: 11]، و (أحدت)، فألقيت حركة العين على الفاء، وحذفت العين؛ لوجب أن تنقلب الفاء واوا؛ [لتحركها وانفتاح ما قبلها]،
[ ص: 293 ] كما انقلبت في (أواخر) و (أويخر)، [ثم تنقلب الواو ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها]، فلما أدى القياس إلى إعلال الفاء والعين؛ صحح، ورفض الإعلال، ومن قرأ: (وأيدناه) ؛ عدل إلى (فعلت) ؛ فرارا من الإعلال.
وتقدم القول في مثل: (القدس) و (القدس)، وتقدم القول أيضا في مثل (غلف) و (غلف).
فقليلا ما يؤمنون : (قليلا): نعت لمصدر محذوف، التقدير: فإيمانا قليلا يؤمنون، على ما قدمناه في التفسير، أو على أنه نفى عنهم الإيمان؛ كقولك: (قل الشيء) ؛ أي: لم يوجد، و (ما): صلة للتوكيد، ولا تكون مع الفعل مصدرا؛ لأنه لا رافع له.
ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : أن المعنى: فقليلا منهم من يؤمن، وأنكره النحويون وقالوا: لو كان كذلك؛ للزم رفع (قليل)، وأجازه
أبو علي، على أن يكون المعنى: (فلا يؤمنون إلا نفرا قليلا) ؛ فيكون حالا، ويراد به قلة العدد، كما قال:
[ ص: 294 ] وما آمن معه إلا قليل [هود: 40].