التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قد تقدم ذكر الفلاح والخشوع.

[ ص: 477 ] وقوله: والذين هم عن اللغو معرضون : قال ابن عباس: {اللغو} : الباطل، الضحاك: الشك، الحسن: المعاصي، وقيل: هو الشرك بالله عز وجل، وتقدم القول في معنى {اللغو} في اللغة.

وقوله: والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون : (الأمانات) عامة في كل ما اؤتمن المرء عليه، وقيل: المراد بها ههنا: الصلاة، والطهر من الجنابة، وغيرهما من الفرائض.

وتقدم القول في معنى (الوارثين) ، و {الفردوس} .

وقوله: ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين : قال قتادة: استل آدم من طين، و (السلالة) : صفوة الشيء التي تجري منه، فإنها تستل منه.

وقيل: قيل لآدم: {سلالة} ; لأنه استل من كل تربة.

وعن ابن عباس، ومجاهد (السلالة) : نطفة آدم، و {الإنسان} : يراد به: ولده.

وقوله: من طين يعني به: آدم عليه السلام، يدل على ذلك قوله: ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ، وهذا اختيار الطبري.

وقوله: في قرار مكين أي: مكن بأن هيئ لاستقراره فيه إلى بلوغ أجله فيه.

[ ص: 478 ] وقوله: ثم أنشأناه خلقا آخر : قال ابن عباس، وغيره: يعني: نفخ الروح فيه.

الحسن: ذكرا أو أنثى.

الضحاك: يعني: الأسنان، وخروج الشعر.

وقوله: فتبارك الله أحسن الخالقين : قال مجاهد: أي: أحسن الصانعين، وهذا اختيار الطبري، والعرب تسمي كل صانع: خالقا.

وقيل: معناه: أحسن المقدرين; لأن تقديره ـ تعالى ـ تام، والناس يقدرون، ولا يتمون ما يقدرونه.

ابن جريج: إنما قال ذلك; لأن عيسى ـ عليه السلام ـ كان يخلق بإذن الله عز وجل.

وقيل: إنما قال ذلك; لأن المشركين خلقوا تماثيل، ولم ينفخوا فيها أرواحا، وخلق الله تعالى، ونفخ الروح.

ويروى: أن هذا نزل على لسان عمر لما سمع الآية، إلى قوله: ثم أنشأناه خلقا آخر ، قال: تبارك الله أحسن الخالقين، فنزلت الآية.

وقوله: ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق : قال ابن زيد: يعني: السماوات الطباق.

أبو عبيدة سبع سماوات، وقيل لها: طرائق; لأن بعضها فوق بعض; [ ص: 479 ] من قولهم: (طارقت النعل) ; إذا جعلت بعضه فوق بعض.

وقوله: وما كنا عن الخلق غافلين : [أي: ما كنا عن السماء غافلين]; فتسقط عليكم.

وقيل: المعنى: ما كنا عن إحصاء أعمال الخلق غافلين، مع كون سبع سماوات فوقهم.

[ويحتمل أن يكون المعنى: أن خلقه ـ تعالى ـ السماوات على عظمها لم يشغله عما سواه من الخلق].

وقوله: وأنـزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض : روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه يعني به: الأنهار الخمسة: النيل، ودجلة، والفرات، وسيحون، وجيحون، وأنها من عيون من الجنة، وأنها ترفع من الأرض عند خروج يأجوج ومأجوج، فهو قوله: وإنا على ذهاب به لقادرون .

ابن جريج: كل ما في الأرض فأصله من السماء.

وقوله: وشجرة تخرج من طور سيناء يعني: شجرة الزيتون، عن قتادة، وغيره.

و طور سيناء : الجبل الذي نودي منه موسى عليه السلام.

مجاهد: معنى {سيناء} : المبارك.

[ ص: 480 ] ابن زيد: هو جبل بيت المقدس، ممدود من مصر إلى أيلة.

أبو عبيدة: (الطور) : الجبل، و {سيناء} : اسم الموضع.

قتادة: {سيناء} ، و {سينين} [التين:2]: حسن، وكان يجب على هذا أن ينون {طور} ، ويكون {سينين} ، و {سيناء} نعتين له.

وقوله: تنبت بالدهن أي: تنبت ومعها الدهن.

ومن قرأ: {تنبت} ; فالباء زائدة، أو يكون على تقدير: تنبت ثمرها بالدهن.

وقوله: وصبغ للآكلين يعني: أن الزيت يؤتدم به، روي معناه عن ابن عباس، غيره.

وقوله: إن هو إلا رجل به جنة أي: جنون.

وقوله: فتربصوا به حتى حين : قال الفراء: ليس يراد بـ (الحين) هنا وقت بعينه، إنما هو كقولك: (دعه إلى يوم ما) .

[ ص: 481 ] وقوله: وقل رب أنـزلني منـزلا مباركا : (المنزل) : بمعنى: النزول; كقولك: (جلس مجلسا) ، (المنزل) : موضع النزول.

قال مجاهد: قال هذا حين خرج من السفينة، وقيل: حيث دخلها.

وكل ما لم أذكره من الآي، فلأنه قد ذكر فيما سلف، فقد قدمنا أنا لا نترك إلا ذكر ما ذكرناه، فلا نكرره، أو ما كان جليا لا خفاء فيه.

وقوله: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون المعنى: أيعدكم أنكم مخرجون إذا متم [وكنتم ترابا وعظاما؟]، فـ (أن) الثانية بدل من الأولى، هذا مذهب سيبويه.

والتقدير عند الأخفش: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما يحدث إخراجكم؟ فـ (أن) الثانية في موضع رفع بفعل مضمر.

وقوله: هيهات هيهات لما توعدون : {هيهات} : يستعمل بمعنى: البعد، [ ص: 482 ] يقال: هيهات ما قلت، وهيهات لما قلت; أي: البعد ما قلت، والبعد لما قلت.

وقوله: إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا أي: يموت قوم، ويحيا قوم.

وقيل المعنى: نحيا ونموت، على التقديم والتأخير.

وقوله: قال عما قليل أي: عن قليل، و (ما) ، مؤكدة، وقيل: المعنى: عن زمان قليل.

وقوله: فجعلناهم غثاء : (الغثاء) : المتفتت البالي من الشجر، يحمله السيل، عن ابن عباس، وغيره.

وقوله: ثم أرسلنا رسلنا تترى أي: متواترين، يتبع بعضهم بعضا، عن ابن عباس، وغيره، وهي (فعلى) من (المواترة) ، التاء مبدلة من واو، وقيل: هي من (الوتر) ; وهو الفرد; فالمعنى; أرسلناهم فردا فردا.

وقوله: وجعلناهم أحاديث يعني: الأمم المكذبة، ولا يقال: (جعلته حديثا) إلا في الشر، وتقدم القول في وجعلنا ابن مريم وأمه آية .

وقوله: وآويناهما إلى ربوة يعني: مكانا مرتفعا، قال أبو هريرة: يعني: فلسطين، ابن عباس وابن المسيب: دمشق، قتادة: بيت المقدس، ابن زيد: مصر.

[ ص: 483 ] وقوله: ذات قرار ومعين : قال ابن جبير: يستقر عليها، وفيها ماء معين; أي: جار ظاهر للعيون، و {معين} : يجوز أن يكون مفعولا; كـ (مبيع) .

قال الزجاج: هو الماء الجاري في العيون، أو يكون معناه: الذي يرى بالعيون، ويجوز أن يكون (فعيلا) من (المعن) ; وهو الشيء القليل، ومنه قيل للزكاة: (ماعون) ; (فاعول) ; لأنها شيء قليل من المال.

علي بن سليمان: يقال: (معن الماء) ; إذا جرى، فهو (معين) ، و (ممعون) .

ابن الأعرابي: (معن الماء يمعن معونا) : جرى وسهل، و(أمعنته أنا) .

الفراء: (المعن) : الاستقامة.

القراءات ابن كثير: {لأمانتهم} ; بالتوحيد، وجمع الباقون.

حمزة، والكسائي: {على صلاتهم يحافظون} ; بالتوحيد، وجمع الباقون.

ابن عامر، وأبو بكر: {عظما فكسونا العظم} ، والباقون: {عظاما} ، و {العظام} .

[ ص: 484 ] نافع، وابن كثير، وأبو عمرو: {من طور سيناء} ; بكسر السين، وفتحها الباقون.

ابن كثير، وأبو عمرو: {تنبت} ; بضم التاء، وكسر الباء، والباقون: بفتح التاء، وضم الباء.

وعن ابن هرمز، والحسن، والزهري: {تنبت} ; بضم التاء، وفتح الباء.

أبو بكر عن عاصم : ( أنزلني منزلا ) ، والباقون ( منزلا ) ابن محيصن: {رب انصرني}; بضم الباء، وروى ذلك حسن بن محمد، عن شبل، عن ابن كثير.

ابن القعقاع: {هيهات هيهات}; بكسر التاء فيهما.

عيسى الثقفي: {هيهات هيهات}; بالتنوين.

[أبو حيوة: {هيهات هيهات} ; بالرفع والتنوين].

عيسى الهمداني: {هيهات هيهات} ; بالإسكان.

[ ص: 485 ] ابن كثير، وأبو عمرو: {تترا} ; بالتنوين.

التالي السابق


الخدمات العلمية