الإعراب:
تقدم القول في الجمع والإفراد في (الأمانة) و (الصلاة) .
والإفراد في {العظام} ; لأنه اسم جنس يدل على الكثرة، وقيل: إنما ذهب إلى اللفظ; أي: لفظ إفراد الإنسان، والنطفة، وما ذكر معها، ومن جمع; أراد عموم جميع الناس.
ومن فتح السين من {سيناء} ; فظاهر، وهو كـ (حمراء) ، ولا ينصرف في معرفة ولا نكرة; لهمزة التأنيث والصفة، وقيل: لهمزة التأنيث ولزومها، ولا تكون الهمزة للإلحاق; لأن (فعلالا) لم يأت في الكلام إلا في المضاعف; كـ (الزلزال) و (القلقال) .
ومن كسر السين; فالهمزة فيه منقلبة عن ياء، وهو ملحق بـ(قرطاس) ; كـ (علباء) ، و (حرباء) ، فهو (فعلاء) ، ولا تكون الألف للتأنيث ويكون (فعلاء) ; إذ ليس في الكلام مثله، ولم ينصرف; لأنه جعل اسم بقعة، أو أرض، فاجتمع فيه التأنيث والتعريف، وكذلك {سينين} [التين:2]، لم ينصرف وهو (فعليل) ;
[ ص: 486 ] كـ (خنذيذ) ; لأنه اسم بقعة، أو أرض، وهو معرفة أيضا، ولا يكون {سينين} كـ (غسلين) ; لأن الأخفش وغيره حكوا أن واحدته (سينينة) ، و (غسلين) لم تدخل عليه هاء التأنيث، ولا يكون مثل (سنين) ، و (أرضين) ; لأن التأنيث لم يلحق هذا الجمع.
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش: {سيناء} : اسم أعجمي معرفة، فهو كامرأة سميت بـ (جعفر) .
ومن قرأ: {تنبت} ; جاز أن يكون التقدير: تنبت وفيها الدهن، كما تقدم، ويجوز أن تكون الباء للتعدية; كقولك: (ذهبت بزيد) .
ومن قرأ: {تنبت} ; جاز أن تكون الباء زائدة، وجاز أن يكون المفعول محذوفا، على ما قدمناه في التفسير.
ومن قرأ: {تنبت} ; فهو على ترك تسمية الفاعل; والمعنى: تنبت ودهنها فيها.
[ ص: 487 ] وقوله:
وقل رب أنـزلني منـزلا مباركا : {منـزلا} : يجوز أن يراد به المكان، ويجوز أن يراد به المصدر.
ومن قرأ: {منـزلا} ; جاز أن يكون مصدر (أنزل) ; ومعناه: إنزالا، وجاز أن يكون اسما للمكان; كأنه قال: أنزلني مكانا مباركا، فيكون مفعولا.
وقوله:
أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون : قد قدمنا مذهب سيبويه، ومذهب الأخفش وتقديره فيه.
وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد إلى أن (أن) الثانية تأكيد للأولى; لأن البدل من (أن) لا يكون إلا بعد تمام صلتها; [فيلزم أيضا - على قوله - ألا يكون تأكيدا]; لأن التوكيد لا يكون إلا بعد تمام الوصول بصلته، وصلته الخبر، وتمامه عند قوله: {مخرجون} .
والعامل في {إذا} مضمر; كأنه قال: أيعدكم أنكم يحدث إذا متم إخراجكم؟ ولا يعمل فيها (الإخراج) ; لأنه تقدمة للصلة على الموصول، ولا يعمل فيه {متم} ; لأن المضاف إليه لا يعمل في المضاف.
[ ص: 488 ] ومن فتح التاء في
هيهات هيهات ; فهو واحد، وهو اسم ينوب عن البعد، والمراد فيه، التعريف، كأنه قال: البعد البعد، والفتحة فيه للبناء، بنيت; لما فيها من معنى الإشارة، ولأن هاء التأنيث بمنزلة شيء ضم إلى شيء، فبنيا على الفتح; كـ (خمسة عشر) ، ويجوز أن يكون الفتح إتباعا للألف والفتحة التي قبلها.
ومن كسر التاء; أراد الجمع، وهو جمع (هيها) ، حكي عن العرب: (هيها) ; بمعنى: {هيهات} ، وسقطت ألف (هيهاات) ; لالتقاء الساكنين.
ويجوز أن يكون جمعا لـ {هيهات} المفتوحة، وحذفت تاء التأنيث; كما حذفت من (مسلمة) إذا قالوا (مسلمات) ، وحذفت الألف التي قبلها; لالتقاء الساكنين، ووجب البناء فيها والمراد: الجمع; لما فيها من معنى الإشارة، وجعل البناء على الكسر; لما كان الواحد والجمع بالألف والتاء، فجعل الجمع وإن كان مبنيا مكسور التاء، لأنه جمع في موضع فتح أوجبه البناء; تشبيها بالمعرب في قولك: (مسلمات) .
ومن قرأ: {هيهات} ; بالتنوين; فهو جمع حسب ما تقدم، لكنه ذهب به
[ ص: 489 ] إلى التنكير; كأنه قال: بعدا بعدا.
ومن قرأ: {هيهات} ; بالرفع; جاز أن يكون أخلصها اسما معربا فيه معنى البعد، ولم يجعله اسما للفعل; فيبنيه ، وقوله
لما توعدون : خبر عنه; كأنه قال: البعد لوعدكم، ويجوز أن يكون بناها على الضم، ثم اعتقد فيها التنكير، فنون.
ومن قرأ:
هيهات هيهات ; فبعيد; للجمع بين الساكنين، ووجهه: أنه حمل الوصل على الوقف، وقد تقدم القول في مثله، ويجوز أن يكون جمعا، وهو أشبه; لوجود التاء في الوقف، ويجوز أن يكون واحدا على لغة من قال (عليك السلام والرحمت) .
ومن وقف عليها بالهاء وهو يفتح; فهو الوجه، لأنها كهاء (أرطاة) .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي: إن شئت وقفت بالهاء، وإن شئت وقفت بالتاء، ومن وقف بالتاء، فلأنها في المصحف كذلك، و {هيهات} في أغلب الأمور مصاحبة
[ ص: 490 ] لمثلها، وهي تشبه الفعل، والفعل يقتضي الفاعل، فلما أشبهته; كان ذلك أدعى في اللفظ إلى إدراجها، وهي في الإدراج تاء.
ومن كسر التاء; وقف عليها بالتاء; لأنه جمع، فهو كـ (بيضة، وبيضات) .
وحكى
اللحياني في "نوادره" سوى ما ذكرناه (أيهات أيهات) ، و (إيهات إيهات) ، و (إيهات إيهان) ، و (أيهات أيها) ، وإذا لم يكن بعد (هيهات) لام; رفع ما بعدها; كما قال: [من الطويل].
فهيهات هيهات العقيق وأهله....وهيهات خل بالعقيق نواصله وقوله:
ثم أرسلنا رسلنا تترى : من قرأ بغير تنوين; فهي (فعلى) من (المواترة) ، كما قدمناه، وتاؤها منقلبة عن واو، وألفها للتأنيث، وموضعها
[ ص: 491 ] نصب على المصدر، فهي:كـ (الدعوى) ، و (الذكرى) ، ويجوز أن يكون نصبا على الحال من (الرسل) ; أي: أرسلنا رسلنا متتابعين.
ومن نون; جاز أن يكون مصدرا، أدخل فيه التنوين على فتح الراء; كقولك: (حمدا وشكرا) ، فالوقف على هذا على الألف المعوضة من التنوين، ويجوز أن يكون ملحقا بـ (جعفر) ، فيكون مثل: (أرطى) ، فإذا وقف على هذا الوجه; جازت الإمالة، على أن ينوي الوقف على الألف الملحقة.
* * *