التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

موضع بسم الله عند البصريين رفع; لقيامه مقام خبر المبتدإ، والمبتدأ محذوف، وموضعه عند الكوفيين نصب بإضمار فعل.

[ ص: 130 ] {الحمد لله} منصوب على المصدر، و {الحمد لله} مجرور على إتباع الأول الثاني، فهو مثل: (اقتل) ، ونظائره، و {الحمد لله} على إتباع الثاني الأول، وهو أقوى; لأن تغيير حركة البناء [أخف، ومثل إتباع حركة الإعراب حركة البناء] قوله: [من الطويل].


(وقال: اضرب الساقين إمك هابل)

وضده نحو قولهم: (هو منحدر) .

ومثل إتباع حركة البناء حركة البناء; قولهم: (مغيرة) ، و (منتن) ، وشبههما.

وساغ الإتباع في {الحمد لله} وهو منفصل; لشدة حاجة المبتدإ إلى الخبر، [ ص: 131 ] فأشبه المتصل.

{ملك} من اختاره; فلأنه أعم من {مالك} ؛ من حيث لا يستعمل إلا في من ملك الأشياء الكثيرة، بخلاف {ملك} ، ولقوله: ملك الناس [الناس: 2]، وقوله: لمن الملك اليوم [غافر: 16].

و {مالك} لأنها صفة جارية على الفعل، فهي تجمع الاسم والفعل، ولقوله تعالى: قل اللهم مالك الملك [آل عمران: 26]، و يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله [الانفطار: 19].

و {ملك} مخفف من {ملك} .

و {ملك يوم الدين} على لغة من يشبع الحركات من العرب، وهو مذهب مشهور، وقد أوضحته في آخر الكتاب، وفي «الجامع الكبير» .

إياك نعبد : (إيا) عند الخليل : اسم مضمر أضيف إلى ما بعده للبيان، لا للتعريف، وموضع (الكاف) جر.

[ ص: 132 ] المبرد : هو اسم مبهم أضيف للتخصيص، لا للتعريف.

وللكوفيين فيه ثلاثة أقوال:

الأول: أن (الكاف) من {إياك} وما حل محلها ضمائر لم تقم بأنفسها; إذ لا تنفرد، ولا تكون إلا متصلة بالأفعال، فجعلت (إيا) لها عمادا.

والثاني: أن (إيا) : اسم مضمر يكنى به عن المنصوب، زيدت إليها الحروف علامات يعرف بها الغائب والمخاطب والمتكلم.

والثالث: أن {إياك} بكماله: اسم مضمر.

الزجاج: (إيا) : اسم مظهر خص به المضمر، يضاف إلى سائر المضمرات.

وفتح الهمزة في {أياك} لغة معروفة، وتخفيف الياء مع كسر الهمزة وجهه: كراهة التضعيف مع ثقل الياءين والهمزة والكسرة، وقد جاء تخفيف (إيا) ، و (رب) ، و (إن) .

وكسر أول {نستعين} دليل على أنه من (استعان) ، كما تكسر ألف [ ص: 133 ] الوصل، ولم تكسر الياء; لثقل الكسرة فيها.

التالي السابق


الخدمات العلمية