الإعراب:
من قرأ: {على عبده} ; فهو النبي عليه الصلاة والسلام، والضمير في
[ ص: 20 ] ومن قرأ: {على عباده} ; فالمراد به: النبي عليه الصلاة والسلام وأمته; لأنهم مخاطبون به، والضمير في {ليكون} على هذه القراءة للقرآن.
ومن قرأ: {اكتتبها} ; فالمعنى: اكتتبت [له; أي: استكتبت]، فهو على القلب; كقولهم: {أدخلت القلنسوة في رأسي} .
وقراءة الجماعة تحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون المعنى: استكتبها; لأنه عليه الصلاة والسلام لم يكن يكتب بيده.
والثاني: أن يكون معناه: كتبها إذا أمر بها.
والياء والنون في
يأكل منها ظاهران.
ومن قرأ: {ويجعل لك قصورا} ; فعلى الاستئناف، والجزاء في هذا النحو موضع استئناف; يدل على ذلك: أن الجمل من الابتداء والخبر تقع فيه; كقوله:
من يضلل الله فلا هادي له [الأعراف: 186].
ومن جزم; عطف على موضع {جعل} ، وهو جواب الشرط، وهذا أولى.
[ ص: 21 ] من عطف نحو:
ونذرهم في طغيانهم يعمهون على موضع
فلا هادي له ; لأن
فلا هادي له ليس بفعل.
ومن قرأ بالنصب; فهو جواب الجزاء بالواو; كما تقول: [متى تأتني آتك وأحسن إليك].
ومن قرأ: {أن نتخذ من دونك من أولياء} ; كان قوله: {من أولياء} في موضع الحال، و {من} : زائدة; لمكان النفي; ولا يصح كون
من أولياء مفعولا ثانيا على هذه القراءة; لأن [اتخذ] إذا كان متعديا إلى مفعولين; لم تدخل {من} في مفعوله الثاني.
ومن قرأ: {نتخذ} ; فقوله:
من أولياء في موضع المفعول الثاني; كقولك: [ما ضربت من رجل].
وتقدم القول في الياء والتاء من قوله:
فقد كذبوكم بما تقولون .
ومن قرأ: {تستطيعون} ; بالتاء; فالخطاب لمتخذي الشركاء، ومن
[ ص: 22 ] قرأ بالياء; فالمعنى: فما يستطيع الشركاء.
وقوله:
يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين : {يومئذ} : خبر عن
لا بشرى ; لأن الظروف تكون أخبارا عن المصادر، وقوله: {للمجرمين} : صفة لـ {بشرى} ، أو تبيين لها، ويجوز أن يكون {للمجرمين} : خبرا لـ {بشرى} ، و {يومئذ} : تبيينا لـ {بشرى} .
وإذا قدرت
لا بشرى مثل: [لا رجل]; لم يجز أن تعمل
لا بشرى في {يومئذ} .
وقوله: {ويوم تشقق السماء بالغمام} : الباء متعلقة بمحذوف في موضع الحال; والمعنى: تشقق وعليها الغمام.
والتشديد والتخفيف في {تشقق} ظاهران.
ومن قرأ: {وننزل الملائكة تنزيلا} ; فإن المصدر جاء بعده على [نزل]; لأن
[ ص: 23 ] [نزل] و [أنزل] بمعنى.
[ومن قرأ: {ونزل} ; فلمجيء المصدر عليه، وكذلك:
ونزل الملائكة ; والمعنى: ونزل الله الملائكة].
ومن قرأ: {ونزل الملائكة} ; فالأصل: [ننزل]; فحذف إحدى النونين، حسب ما تقدم في
ننجي المؤمنين [الأنبياء: 88].
ومن قرأ: {ونزل الملائكة} ; بالتخفيف; جاز أن يكون لغة; كما جاء [زكم]، و[جن]، ولا يقال: [زكمه]، ولا [جنه]، وإنما يقال: [أزكمه]، و[أجنه]، ولا يقدم على مثله إلا بسماع.
وقيل: هو على تقدير حذف المضاف; والتقدير: ونزل نزول الملائكة، فحذف المصدر، وأقيمت {الملائكة} مقامه، فهو كقولك: [نزول منزول]، و[ضرب مضروب].
وقوله:
الملك يومئذ الحق للرحمن الملك} : مبتدأ، و {الحق} : صفة له، و {للرحمن} : الخبر.
[ ص: 24 ] وأجاز الزجاج نصب {الحق} على المصدر، فيكون {للرحمن} خبرا لـ {الملك} .
والعامل في {يومئذ} : {الملك} ، وقيل: العامل فيه {للرحمن} ; على تقدير التقديم والتأخير; والتقدير: الملك الحق للرحمن يومئذ; أي: أن يرحم يومئذ عباده المؤمنين.
وقوله: وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم : معطوف على الهاء والميم في {فدمرناهم} ، أو منصوب بإضمار فعل; [على تقدير: أغرقناهم، وأغرقنا قوم نوح.
وعادا وثمود : معطوفان على
وقوم نوح ، أو على الهاء والميم في {جعلناهم} ، أو على المضمر في {دمرناهم} ، أو منصوبان بإضمار فعل].
وكلا ضربنا له الأمثال : نصب قوله: {كلا} على تقدير: ذكرنا كلا، ونحوه; لأن ضرب الأمثال تذكير ووعظ.
* * *