التفسير:
قوله: أرأيت من اتخذ إلهه هواه معناه: ما كان أحدهم يفعله من عبادة الحجر، فإذا رأى حجرا أحسن منه; أخذه وترك الأول.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: المعنى: لا يهوى شيئا إلا اتبعه.
وقوله:
أفأنت تكون عليه وكيلا أي: كفيلا، وقيل: المعنى: أفأنت تجبره على ترك هواه؟
وقوله:
ألم تر إلى ربك كيف مد الظل : يجوز أن يكون من رؤية العين، ويجوز أن يكون من العلم.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، وغيرهما:
مد الظل : من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وقيل: هو من غيبوبة الشمس إلى طلوعها.
أبو عبيده: {الظل} : بالغداة، و[الفيء]: بالعشي; لأنه يرجع بعد زوال الشمس.
وقوله:
ولو شاء لجعله ساكنا أي: دائما لا يزول، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، وغيرهما، وقيل: المعنى: لو شاء لمنع الشمس الطلوع.
وقوله:
ثم جعلنا الشمس عليه دليلا أي: بإذهابها إياه عند مجيئها، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد. nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: تتلوه، وتتبعه.
[ ص: 29 ] وقيل: المعنى: دللنا الشمس على الظل حتى ذهبت به; أي: أتبعناها إياه.
وقيل: دلالة الشمس على الظل أنهما ضدان، والضد يدل على ضده.
وقوله:
ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا أي: خفيا، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: سريعا; والمعنى: ثم قبضنا الظل إلينا بعد غروب الشمس بدخول الظلمة عليه قبضا خفيا; لأنه لا يذهب مرة واحدة.
وقوله:
وهو الذي جعل لكم الليل لباسا أي: سترا; لأنه يلبس ظلمته كل شخص.
والنوم سباتا أي: راحة، وأصله: قطع العمل; ومنه: [يوم السبت].
[وقيل: أصله: التمدد، ومنه: [سبتت المرأة شعرها]; أي: حلته وأرسلته.
وقيل: المعنى: أنه جعل النوم سباتا، ولم يجعله موتا; لأن النائم يفقد من التمييز وغيره أشياء مما يفقدها الميت.
ويجوز أن يراد بـ[السبات]: النوم الممتد الطويل السكون، وليس السبات كل نوم، فيكون المعنى: جعلنا النوم ممتدا تصحبه الراحة، ولم نجعله تمويتا]،
[ ص: 30 ] [ولا غرارا، وقد قالوا في من يصفونه بكثرة النوم: [مسبوت]، و[به سبات]، ولم يقولوه في كل نوم].
وقوله:
وجعل النهار نشورا أي: ينشر فيه.
وقوله:
وأناسي كثيرا : {وأناسي} : جمع [إنسان، وأصله: [أناسين]، وأبدلت النون ياء.
وهو عند
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد جمع [إنسي]; كـ[كرسي، وكراسي]، وقد جاء فيه: [أناسين]، و[أناسية].
وقوله:
ولقد صرفناه بينهم يعني: المطر.
{ليذكروا} أي: ليذكروا نعم الله تعالى.
[وقوله:
فأبى أكثر الناس إلا كفورا أي: جحدا لنعم الله تعالى]، وقيل: هو
قولهم: [مطرنا بنوء كذا].
وقوله:
وجاهدهم به جهادا كبيرا : الهاء في {به} للقرآن، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: هي للإسلام.
وقوله:
وهو الذي مرج البحرين أي: خلى بينهما، وخلطهما، فهما يختلطان في العين، وبينهما حاجز من قدرة الله عز وجل.
و[الفرات]: الشديد العذوبة، و[الأجاج]: شديد الملوحة، و[البرزخ]: الحاجز، و[الحجر]: المانع.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة: يعني:
بحر فارس، وبحر الروم. nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير: يعني: بحر السماء، وبحر الأرض.
[ ص: 31 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: يلتقيان في كل عام.
فأما
قوله: مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان [الرحمن: 19 - 20]; فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: المعنى: لا يبغيان أن يلتقيا.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: لا يبغي أحدهما على الآخر; فيختلط به.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: لا يبغيان على الناس فيغرقانهم، جعل بين الناس وبينهما اليبس.
وعلى قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يكون المعنى: يلتقيان في كل عام وبينهما برزخ، لا يبغي أحدهما على الآخر.
وقوله:
وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: [النسب]: ما ذكر من قوله:
حرمت عليكم أمهاتكم إلى:
وبنات الأخت [النساء: 23]، و[الصهر]: من
وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم إلى:
وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم [النساء: 23]، فـ[النسب]: سبعة أصناف، و[الصهر]: خمسة، وعنه أيضا: [الصهر]: سبعة، من:
وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم إلى آخر ذكر الصهر.
وقيل: [النسب]: ذكر الأولاد، و[الصهر]: البنات.
الفراء: [النسب]: الذي لا يحل نكاحه، و[الصهر]: النسب الذي يحل
[ ص: 32 ] نكاحه، وهو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج.
واشتقاق [الصهر] من [صهرت الشيء]; إذا خلطته، فكل واحد من الصهرين قد خالط صاحبه.
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي: [الصهر]: زوج ابنة الرجل، وأخوه، وأبوه، وعمه، و[الأختان]: أبو المرأة، وأخوها، وعمها.
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: [الأختان]: كل شيء من قبل المرأة، و[الأصهار]: يجمع الجميع.
واشتقاق [الختن] من [ختنه]; إذا قطعه; فكأن الزوج قد انقطع عن أهله، وقطع زوجته عن أهلها.
وقيل: إن المراد بقوله:
خلق من الماء بشرا :
آدم عليه السلام; لأنه خلق من الأرض، والأرض مخلوقة من الماء.