التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

تقدم القول في {طسم} .

قوله: لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين : أي: لعلك قاتل نفسك; لتركهم الإيمان.

وقوله: إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين : قيل: المعنى: لو شئنا لاضطررناهم

بإهلاك كل من عصى.

قتادة: المعنى: لو شاء الله; لأنزل آية يذلون بها، فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية.

[ ص: 48 ] مجاهد: {أعناقهم} : كبراؤهم.

وقيل: إنما أراد أصحاب الأعناق; فحذف المضاف.

أبو زيد، والأخفش سعيد: {أعناقهم} : جماعاتهم; يقال: (جاء في عنق من الناس) ; أي: في جماعة.

عيسى بن عمر: {خاضعين} و (خاضعة ) ههنا: سواء، وهو اختيار المبرد; والمعنى: أنهم إذا ذلت رقابهم ذلوا، فالإخبار عن الرقاب

إخبار عن أصحابها.

وتقدم القول في معنى فأنبتنا فيها من كل زوج كريم .

وقوله: وما كان أكثرهم مؤمنين يعني: من سبق في علم الله أنه لا يؤمن.

وقوله: وإذ نادى ربك موسى أي: واذكر إذ نادى ربك موسى.

وقوله: قوم فرعون ألا يتقون : هذا من الإيماء إلى الشيء; لأنه أمره أن يأتي القوم الظالمين، ودل قوله: ألا يتقون على أنهم لا يتقون، وعلى أنه أمره أن يأمرهم بالتقوى.

وقيل: المعنى: قل لهم: ألا يتقون، وجاء بالياء; لأنهم غيب وقت الخطاب.

[ ص: 49 ] وقوله: ويضيق صدري ولا ينطلق لساني يعني: العجمة التي كانت في فيه من جمرة النار.

فأرسل إلى هارون أي: ليعينني.

وقوله: ولهم علي ذنب يعني: النفس التي قتل، عن مجاهد، وقتادة.

وقوله: قال كلا : ردع وزجر; والمعنى: ثق بالله، وانزجر عن خوفك منهم.

وقوله: إنا معكم مستمعون : قيل معناه: سامعون; لأن الاستماع إنما يكون بالإصغاء، ولا يوصف الباري عز وجل بذلك.

وقوله: {معكم} : يجوز أن يكون لموسى وهارون; لأن الاثنين جماعة، ويجوز أن يكون لهما ولمن أرسلا إليه، ويجوز أن يكون لجميع بني إسرائيل.

وقوله: إنا رسول رب العالمين : قال أبو عبيدة: {رسول} بمعنى: رسالة; والتقدير على هذا: إنا ذوا رسالة رب العالمين، قال الهذلي: (من المتقارب)


ألكني إليها وخير الرسو ل أعلمهم بنواحي الخبر

وقيل المعنى: أن كل واحد منا رسول رب العالمين.

وقوله: أن أرسل معنا بني إسرائيل أي: أطلقهم، وخل سبيلهم.

وقوله: وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين يعني بـ (الفعلة) : قتل

[ ص: 50 ] النفس، عن مجاهد وغيره. ومعنى من الكافرين : من الكافرين لنعمتي، قاله ابن زيد.

الحسن: أي: من الكافرين بي أني إلهك.

السدي: من الكافرين بالله; لأنك كنت على ديني هذا الذي تعيبه.

الضحاك: من الكافرين بقتلك النفس.

فنفى عن نفسه الكفر، وأخبر أنه فعل ذلك على الجهل; يعني: قوله: وأنا من الضالين ، وكذا قال مجاهد: من الضالين : من الجاهلين.

(الفراء: من الكافرين الساعة) .

(ابن زيد: من الجاهلين) بأن الوكزة تبلغ القتل.

أبو عبيدة: من الناسين.

التالي السابق


الخدمات العلمية